ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المكتبة الرقمية العربية : الأسس الفلسفية و النظرية

المصدر: المؤتمر الحادي والعشرين: المكتبة الرقمية العربية : عربي أنا : الضرورة ، الفرص والتحديات
الناشر: الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات وجمعية المكتبات اللبنانية
المؤلف الرئيسي: حسنية، زايدي (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 1
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: بيروت
رقم المؤتمر: 21
الهيئة المسؤولة: الاتحاد العربي للمكتبات و المعلومات ( أعلم ) و وزارة الثقافة و جمعية المكتبات بالجمهورية اللبنانية
الشهر: أكتوبر
الصفحات: 193 - 217
رقم MD: 124938
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

566

حفظ في:
المستخلص: إن المجتمع أصبح ينظر لم إلى المكتبات ومراكز المعلومات على أنها مؤسسات تثقيفية هامة لها وظيفتها المبدئية في دعم الثقافة التي تحتويها, بالإضافة إلى المعرفة المتراكمة في كل حقل من حقول المعرفة البشرية من القيم, والمعتقدات والمفاهيم والمعايير التي توارثها جيل عن جيل, وهي بذلك تدعم الروابط الاجتماعية داخل المجتمع الواحد من خلال ما تقدمه من أنشطة ثقافية متنوعة . إن تقنية الإعلام والاتصال والمعلومات الحديثة بدأت بتغيير حياة المجتمعات المعاصرة تغييرا جذريا في جميع مجالات الحياة الاجتماعية, والاقتصادية, والعلمية, والسياسية, والعسكرية وغيرها كما بدأت هذه التقنية بخلق مفاهيم جديدة مثل العولمة, واقتصاد السوق، والمنافسة وتعرض كل يوم تجهيزات أكثر تطورا, وذاته قدرات هائلة في معالجة المعلومات, وتخزينها, ونقلها بسرعة فائقة عبر العالم . هذه المفاهيم الجديدة التي بدأت تزيح مفهوم المكتبة التقليدي وهو ما سنحاول توضيحه من خلال هذه المداخلة محاولين التطرق إلى مفهوم المكتبة الجديد الذي يعبر عنه باسم "المكتبة الرقمية". إن الحديث عن المكتبة الرقمية في وطننا العربي دونه الكثير من المعوقات, ولاسيما إذا لاحظنا أن المكتبات التقليدية ما زالت هي الشائعة كما أن معظمها يفتقر إلى الميكنة, وبعضها يعتمد على التوثيق الورقي لمحتوياتها. فمهمة الانتقال من العصر اليدوي إل العصر الرقمي ما زالت في بدايتها, وهي محط اهتمام الباحثين في هذا المجال في وطننا العربي في محاولة تقليص أو حل بعض مشكلاتها, ولاسيما التمويل, فلقد أفادت هذه المكتبات من التطور التقني بنسبة متفاوتة بحيث أصبح لبعضها أنظمة إدارة متكاملة في حين اكتفى بعضها الآخر بالفهرسة على الحاسب الآلي, وبقي بعضها يستخدم نظام البطاقات القديم في التوثيق في حين تسعى مجموعة منها إلى أن تكون رقمية, وهي مجموعة محدودة جدا في الدول العربية . إن انتقال المكتبات من العصر الآلي أو العصر الورقي إلى العصر الرقمي سيواجه تحديات كبرى لم يتم حتى الآن تخطيها أو معالجتها مما سينعكس سلبا على البحث العلمي الذي تشكل المكتبات عماده عموما. فإذا كانت المكتبات قد أفادت بشكل عام من التطور التقني الذي شهده العالم على مر السنوات الخمسين الماضية فإن صعوبة الانتقال إل العصر الرقمي في الدول العربية تكمن في غياب البنية التحتية المطلوبة من أجهزة الحاسوب، وبرمجيات داخل المكتبة بالإضافة إلى ضعف التمويل, والبنية التحتية للاتصال بشكل عام في غالبية الدول العربية التي ما زالت تعتمد نظام الاتصال بالانترنت عبر الهاتف ، كما أننا لم نصل إلى مرحلة الإنتاج, وما زلنا مستهلكين للمعلومة, ولكل ما له علاقة بتقنيات المعلومات بالإضافة إلى الإمكانيات شبه المحدودة للقوى العاملة في المكتبات, ومراكز المعلومات . ولا شك أن المكتبات الرقمية تحتل اليوم أكثر المناطق نشاطا على جبهة البحث في مجال المكتبات، وعلم المعلومات ويعود ذلك إلى أسباب عديدة لعل أهمها هو الأهمية المتزايدة للمعلومات الرقمية في جميع مجالات النشاط البشري, وحرص مختلف المؤسسات المعاصرة على اقتناء المعلومات وتداولها في صورة رقمية ولمختلف الأغراض الحياتية. ويرى بعض الدارسين أن المكتبات الرقمية سوف تحدث تغييرات جذرية في أساليب العمل والنشاط العلمي لدى الباحثين في مختلف مجالات المعرفة البشرية, بالرغم من أننا لا نعرفه حتى الآن ماهية هذه الأساليب الجديدة. كما يرى آخرون أنه من المأمول أن تؤدي الأساليب الحديثة لاستكشاف المعرفة Knowledge Discovery، والذي يعتمد على إنتاج المعرفة في جميع مراتبها والاستخراج الآلي للمعرفة في جميع مستوياتها, إلى نقل المكتبة الرقمية من كونها مؤسسة للبيانات والمعلومات إلى مؤسسة للمعرفة, والى أن تصبح المكتبة الرقمية في القريب العاجل مصدرا معرفيا لكل من التعليم والتدريب والتعاون الدولي, كما أننا سوف نشعر بتأثيراتها هذه في كل جوانب النشاط الإنساني ؛ من الأعمال الصناعية إلى الإجراءات الحكومية، ومن التربية والتعليم إلى البحث والتطوير. لقد كان للانفجار الإلكتروني في ميدان المعلومات والاتصال الأثر الكبير على كل نواحي حياة الإنسان, ولم يكن ميدان المكتبات والتوثيق بمعزل عن هذه التحولات, حيث أخذ النصيب الأوفر, أما على مستوى المفاهيم أو على مستوى الممارسات, ويظهر هذا التأثير جليا على المستويات التنظيمية, نتيجة تغير وسائل وطرق اختزان واسترجاع المعلومات كما ونوعا وتحول في شكل معلومة وطبيعتها ممافرض على المكتبات, وسائر المؤسسات الوثائقية واقعا جديدا قلب كل الأسس والمعايير التي سادت ولفترة زمنية طويلة رأسا على عقب, وكان تهديده حتى على الوظيفة الرئيسة التي من أجلها وجدت كوسيط بين المعلومة والمستخدم, إذ أصبح الباحث عن المعلومة لا يكلف نفسه عناء التنقل والبحث, حيث تأتيه المعلومة وهو في منزله ,ودونما حاجة إلى وسيط . وكنتيجة للوضع الجديد ولتبرير أحقية وجودها، وفرض نفسها على الواقع, أخذ الاهتمام بالتفكير بالمكانة والوظيفة التي تستند إلى هذه المؤسسات, والدور الذي ستلعبه في محيط طوت فيه أبعاد الزمان, والممكن إلى الأبد، وأخذت إمبراطورية الكتاب المطبوع تتهاوى أمام الازدياد المذهل لأشكال الكتاب على شكله الإلكتروني، وبوسائط سيصعب عدها في المستقبل القريب . وكما بالأمس القريب عندما استطاعت أن تتكيف, وتستفيد في كل مرة من الوثبات التقنية ذلك أن العلاقة التي تحكمها بالتقنيات هي علاقة وظيفية تستنجد بها لأداء رسالتها, ولم تكن في يوم من الأيام عقبة تحول دون أداء وظيفتها في هذه المرة كذلك عرفت كيف توظف التقنيات الحديثة, وتستثمرها لصالحها فتحولت إلى أشكال لا تحدها جدران, ولا تحكمها أبعاد حتمية لاستيعابها التقنيات الحديثة للمعلومات والاتصال, ولكن هذا التحول الكبير لم يكن ليمر دون أن يترك آثارا مباشرة, وغير مباشرة سواء على مؤسسة المكتبة في حد ذاتها, أو على المحيط العام الذي تتواجد فيه ويظهر هذا جليا في الأشكال المختلفة التي تتخذها المكتبات تماشيا مع الواقع الجديد المتسم باللامادية .