المستخلص: |
تناولت هذه الدراسة المؤسسات الصوفية في بلاد الشام خلال العصر المملوكي الثاني (784 -923ه / 1382م-1517م)، ودورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث كانت هذه المؤسسات أحد المظاهر العمرانية البارزة والمتنوعة في مختلف مدن بلاد الشام، وامتازت هذه المنشآت بدقتها وتنظيمها وترتيبها وعدم اقتصارها على دور العبادة والذكر، بل كان لها الحضور السياسي والأثر الاقتصادي والاجتماعي المميز، بالإضافة إلى دورها الثقافي. وقد قسمت هذه الدراسة إلى تمهيد وأربعة فصول مع مقدمة وخاتمة، وقد تناول الباحث في التمهيد الأوضاع العامة قبيل العصر المملوكي الثاني، وجاء الفصل الأول ليعالج تطور المؤسسات الصوفية في بلاد الشام قبيل العصر المملوكي الثاني من حيث مفهوم التصوف ونشأته مع بيان وتوضيح لأبرز التطورات التي حصلت للحركة الصوفية في بلاد الشام، وفي نهاية هذا الفصل استعرض الباحث كيفية نشأة المؤسسات الصوفية. وجاء الفصل الثاني ليستعرض فيه الباحث العوامل التي ساهمت في ازدهار المؤسسات الصوفية في بلاد الشام خلال العصر المملوكي الثاني، والمتمثلة بالعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية، ومدى انعكاس هذه العوامل على منشآت الصوفية ومساهمتها في ازدهارها وتطورها. في حين تناول الفصل الثالث في هذه الأطروحة تطور المؤسسات الصوفية ووظائفها في بلاد الشام خلال العصر المملوكي الثاني، من حيث ما جرى عليها من تجديد وتغيير وإعادة تعمير مع استعراض وتوضيح لأهم الموارد المالية التي اعتمدت عليها هذه المؤسسات، حيث كانت من خلال ريعها تنفق على نفسها وتقوم بما يلزمها، وفي نهاية هذا الفصل تناول الباحث عن كيفية إدارة هذه المؤسسات مستعرضا أبرز الوظائف الموجودة فيها. أما الفصل الرابع فقد عالج فيه الباحث دور المؤسسات الصوفية وأثرها في حياة المجتمع الشامي، والذي لم يكن مقصوراً على الجانب الديني، بل تعداه ليكون له أثر في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وختم الفصل بالحديث عن أهم العوامل التي أدت إلى تراجع المؤسسات الصوفية وانحدارها. وقد جاءت نهاية الأطروحة بخاتمة شملت أهم وأبرز النتائج التي توصلت إليها.
|