| المستخلص: |
عبر المسرح في مختلف العصور على الإنسان وهمومه وقضاياه المختلفة، وفي الوطن العربي على اختلاف الجغرافيا ظل المسرح اللسان الناطق للشعوب المضطهدة سواء في العهود الاستعمارية أو في عهد الدكتاتوريات العربية، حيث مارس سلطة التأثير في الشعوب وتوجيهها، بما يتيح لها كسر القيود، كما عبر عن مختلف المشكلات الاجتماعية التي نمت بتسارع في المدينة العربية، ويأتي المسرح الجزائري في نسيج المسرح العربي معبرا عن قضايا مختلفة مست ولا تزال الإنسان في هذا البلد، سواء كانت هذه القضايا اجتماعية أو فكرية أو سياسية، وعبر أهم محطات المسرح الجزائري ظل يقدم رؤية مختلفة حسب طبيعة المرحلة التي ظهر فيها، وتأتي مسرحية "الرهينة" لمحمد بويش عينة عن المسرح الجزائري في الألفية الثالثة، حيث عبرت عن قضية مهمة في مجتمع ذكوري وهي قضية المرأة وحريتها، فالرهينة عبارة عن تجسيد لمعاناة المرأة من القيود على اختلافها دينية واجتماعية ... فحاول الكاتب التعبير عن ذلك رمزيا من خلال إلباس شخوصه وعباراته حلة رمزية، ومن هنا بدأنا في الاشتغال على المسرحية والبحث في حضور الرمز فيها، فتتبعنا مفهومه وأنواعه وكيف حضر وقدم دلالات وإيحاءات مختلفة، وربطنا ذلك بالنص وعرضه، فجاءت دراستنا موجهة بشكل مباشر نحو الرمز وربطه بباقي المقومات المسرحية كالشخصية واللغة والحوار والزمن والمكان وغيرها، بهذا يعد الرمز في هذه المسرحية بؤرة تدور حولها مختلف المقومات المسرحية، حيث تبدأ منه وتنتهي إليه، وعبر تلقيه يمكن تأويله حسب عدة مسارات حسب الاستراتيجية النصية التي قدم ذاته بها ومرجعية المتلقي من جهة أخرى. بهذا سننطلق في دراستنا من عمق الرمز وإيحاءاته من أجل الوصول إلى رؤية شاملة للنص ومعرفة بنيته العميقة.
|
