المستخلص: |
تبرز أهمية هذا الموضوع أنه يتناول أهل الذمة في مصر في مرحلة من أهم مراحلها التاريخية، هي مرحلة الانتقال من الحكم البيزنطي إلى الحكم الإسلامي، ومن الدين المسيحي إلى الدين الإسلامي، ومن الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية، فمنذ الفتح الإسلامي أقبل المصريون على اعتناق الإسلام عن رضا واقتناع لما لمسوه من تسامح وعدل ومساواة وتوحيد خالص، حتى صار أغلبية أهلها مسلمين، وظل البعض الآخر متمسكين بدينهم محتفظين بوطنيتهم، أطلق عليهم "أهل الذمة" أي في أمان المسلمين وحمايتهم، وهي كلمة لا تعني الذلة أو الهوان، بل معناها الحقيقي مؤمن. فهي ذمة الله ورسوله وليست ذمة أحد من الناس لضمان الحقوق لا لإهدارها، ولاحترام الدين المخالف لا لإهانته، وبقاء هؤلاء على دينهم وتمتعهم بحرية ممارسة شعائر دينهم شهادة عدل عبر التاريخ ليس على سماحة الإسلام فحسب، بل على إنسانية هذا الدين الذي أقر لغير المسلمين حقوقهم الفردية والجماعية الكاملة، وهو ما عبر عنه بالمواطنة في عصرنا الحاضر.
|