المستخلص: |
تعد المنشآت الدينية الباقية في القاهرة من العصر المملوكي من التراث المعماري الفريد الذي يتوج وجهها الحضاري، ونجد أن عددا كبيرا من هذه المنشآت قد شيد بنظام التخطيط الإيواني المتعامد، الذي يتكون في معظمه من صحن أوسط يحيط به أربعة أواوين؛ لذا يهتم موضوع هذا البحث بإبراز أهمية العامل أو النظام الإنشائي في شيوع هذا التخطيط، وذلك في محاولة لتفسير وتحليل تلك النظم المعمارية والإنشائية المستخدمة؛ للوصول إلى فهم أكثر عمقا في دراسة تلك المنشآت، وأيضا لمحاولة تجديد الأسلوب النمطي السائد في دراسة العمارة الإسلامية في الفترة الأخيرة والاستعانة بعلم الهندسة الإنشائية والمعمارية لتفسير عناصر تكون المنشآت موضوع البحث، وذلك باللجوء إلى المتخصصين، لاسيما أن سمة عصرنا الحالي هي التكامل بين العلوم المختلفة. ويستعرض البحث أهم نظم الإنشاء التي ظهرت في تلك الفترة وعلاقتها بطرز التخطيط، كما يهتم بدراسة السلوك الإنشائي لنظم الإنشاء المختلفة، وأثر ذلك في شيوع التخطيط الإيواني عن غيره من طرز التخطيط المختلفة. وقد اعتمدت منهجية الدراسة في ذلك بصورة رئيسة على منهج التحليل الإحصائي؛ علاوة على الزيارات الميدانية للعمائر الدينية موضوع الدراسة كأداة بحثية للحصول على المعلومات.
|