المصدر: | مجلة كلية التربية |
---|---|
الناشر: | جامعة العريش - كلية التربية |
المؤلف الرئيسي: | الهادي، طاهر محمد (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Al-Hadi, Taher Mohammad |
المجلد/العدد: | مج8, ع23 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2020
|
الشهر: | يوليو |
الصفحات: | 40 - 73 |
ISSN: |
2314-7423 |
رقم MD: | 1347210 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EduSearch |
مواضيع: | |
كلمات المؤلف المفتاحية: |
أزمة كوفيد19 | الدعم اللوجيستي | الفشل الاستراتيجي | الجامعات المصرية
|
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
الأزمات جزء من حياة البشر- اتساعا وعمقا، شدة وصعوبة، شئنا أم أبينا – وغض الطرف عنها يزيدها تعقيدا وتأثيرا سلبيا. فلا وقت فيها للمجاملات، أو الانتقام من أحد أو إلقاء اللوم على الذات أو الآخرين ولا التقليل من شأن المبادرات الفردية، بل هي أوقات استثارة أفضل وأحسن ما لدى المعنيين بالأزمة، وإيقاظ ما لديهم من قدرات وإمكانات عقلية وفكرية ومهارات عملية من أجل مواجهة التحديات وتشارك دراستها بين القيادات ومن دونهم سلطة ومسئولية. فإذا كانت الفرص العظيمة تخلق من رحم المعاناة، فالأزمات تظهر قوة القيادة الحقة وحكمة التوجيه وشجاعة ودقة اتخاذ القرار في حسن استغلال المتاح أولا قبل البدء في إيجاد البدائل. فليس فقط أن يكون العمل في ألا تكون الأوضاع للأسوأ، بل تحديا جديدا لإيجاد وتقديم الأفضل والأنجح والأنجع، كما لا يمكن التعويل على نجاحات الأمس أو إخفاقاته في ظروف اليوم المغايرة لظروف الأمس. وللتعامل مع أي أزمة – أيا كان نوعها وشدة تأثيرها في محيطها وسياقها أو سياقات أخرى، فلا بد من الاستعداد لها- إما في أوقات توقعها أو عند حدوثها المفاجئ – بما يعرف باللوجستيات Logistics، فهي الخط الفاصل بين النظام واللا نظام، والتأثير واللا تأثير، والنجاح أو الفشل. فكما يقال أن وراء كل قائد ناجح – بجانب عوامل أخرى- لوجستيات معينة ذات دفع أمامي، فيها من الرؤى الواقعية والاستراتيجيات المحددة والمدروسة والمرنة لتحقيقها. ويحدثنا التاريخ أنه ما نجحت ثورة، أو اكتسبت حرب، أو ووجهت أزمة، أو حلت مشكلة عويصة إلا باللوجستيات، ولم تتحقق نجاحات حقيقية أو تفادي إحباطات مستقبلية محتملة إلا بها، وتبقى اللوجستيات هي الوقود النشط للانطلاق نحو الأفضل. وليس بالضرورة توافر كل اللوجستيات بدعمها المادي والتقني والفكري والاستراتيجي بحدها الأقصى، فيكفي أولا حسن استغلال وإدارة المتاح والبداية به للتصرف مع تبعات الأزمة حتى يجد جديد في أشكال الدعم وفاعليته. فلو كان الانتظار لتمام وجاهزية اللوجستيات، كان الفشل سيد الموقف!!! والفشل لا يمكن تفاديه Failure is inevitable.، والخوف من حدوثه فشل في حد ذاته، كما أنه ليس نهاية العالم في شيء. ولكنه يمثل فرصة لمراجعة الذات والاستفادة من سلبيات الماضي نحو الانطلاق من جديد إلى النجاح. فالطريق للنجاح – حتما – يمر بالفشل في بعض أو كل محطاته. ولا النيات وحدها تصنع النجاح، ولا التمنيات تقدم الحلول للمشكلات المستعصية Wicked problems، ولكن الأمل المسلح بالعمل، وقبول الفشل باستراتيجيات عملية وفاعلة وشجاعة، وروح مغامرة، ونفس ثائرة لا تعرف الانهزامية أو القلق أو الاضطراب- كل ذلك يجعل ألم الفشل مؤقتا وفرحة النجاح لا تنقضي. وعند الفشل، نعيد اكتشاف ذواتنا وذوات الآخرين، وإعادة اكتشاف الأشياء والعلاقات من حولنا، بل وإعادة النظر في أقوالنا وأفعالنا، قراراتنا وأحكامنا، نقاط انطلاقنا ووجودنا وتحيزاتنا، أسباب معاناتنا، بل كل ما يقع في حيز تفكيرنا الجواني غير المعلن للآخرين. وإذا كانت الأزمات لا بد لها من مواجهة، وإلا تعددت جوانبها وتوسعت وتعمقت، مع لوجستيات تعيد ترتيب الأولويات لتلك المواجهة، فإن ذلك يلزم بناء استراتيجيات واضحة ومدروسة جيدا لتجنب الفشل – أو للحد من تأثيراته على الأقل، بل الأولى الوصول لأعلى مستوى ممكن من النجاح والاستعداد للانطلاق لنجاحات أخرى. وبإسقاط هذه الرؤية على ما قامت به الجامعات المصرية في ظل جائحة كوفيد 19 COVID 19، نجد أن إدارة هذه الأزمة لم يكن مردها إلى النقص اللوجستي بقدر ما هو فشل استراتيجي. وفي ضوء ما استعرضناه، فإن الورقة البحثية الحالية ستقع في ثلاثة محاور رئيسية متبوعة بالخلاصة: بعض المنطلقات الفكرية للدراسة، جوانب دراسة أزمة كوفيد 19 في السياق الجامعي، واقع أزمة كوفيد 19 في الجامعات المصرية. |
---|---|
ISSN: |
2314-7423 |