ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تاريخ الطبري وتشكيل الوعي بالهوية عند العرب المسلمين

المصدر: المورد
الناشر: وزارة الثقافة - دار الشؤون الثقافية العامة
المؤلف الرئيسي: المرهج، سعيد عبدالهادي (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Al-Murhij, Saeed Abdulhadi
المجلد/العدد: مج50, ع1
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2023
الصفحات: 93 - 114
رقم MD: 1415889
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
كلمات المؤلف المفتاحية:
الطبري | تاريخ الرسل والملوك | الإسلام | العرب | الأمة | الأسطورة | تشكل الهوية | القرن الثالث للهجرة
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

4

حفظ في:
المستخلص: لا تتشكل هوية الأمة إلا بخلق أساطير تعزز الروح القومية، وتخلق نسبا مشتركا يجمع الفرقاء تحته، وبمرور الزمن تصبح هذه الأساطير حقائق يجب الدفاع عنها، وكان العامل الديني أساسا في عملية الدفاع تلك، فما ولد من أساطير ورموز، مع تبني القبائل العربية الإسلام ديانة، أصبحت نصوصا شارحة للمتن المقدس (القرآن) وبأسانيد قدس أصحابها لسابقتهم في الإسلام، ومن ثم تقدس النص الشارح نفسه، وأصبحنا نسمع الشيوخ والوعاظ، بل المؤرخين أجمعهم، وليس الإخباريون فحسب، يرددونه ويسعون لتوظيف مجمل المعارف التاريخية لبيان صحته، فكان أن تحول النص الشارح إلى متن مشروح. فضلا عن خلق أساطير الولادة، نحن بحاجة إلى تعظيم الصراع مع آخر يبلور الهوية ببعدها الآني. فكان أن أصبحت اللغة مفتاحا فيها، ووزع البشر بين (عربي/ أعجمي) ونحن ندرك أن العجمة صفة للحيوان، وهذه مركزة للذات أخرى. لكن ما لا خلاف عليه أن الصراع مع الأمم المجاورة (الفرس والروم خاصة) لغة ودينا، فضلا عن الصراع السياسي بأبعاده المعروفة، كان دافعا للتمسك بأساطير الولادة وتعزيز وجودها في عقل كل عربي، فضلا عن كونه، إلى جانب الحاجة الدينية، كان دافعا أساسا في العناية بالعلوم العربية، وفي ظل هذا الصراع نشأت علوم اللغة والنحو والمغازي والسير والحديث والفقه وعلوم القرآن والترجمة.. الخ. هكذا أصبحنا بفضل ما سبق أمام أمة بهوية مكتملة الأركان (النسب، اللغة، الدين). في ضوء هذا يفهم تاريخ الطبري الذي يعد امتدادا لتفسيره، ومن ثم يمكن القول بأنه مرآة للقرن الثالث للهجرة، قرن التشكل (الهووي) وبروز الأمة... وقد كان جهدنا فيما بحثناه، منصبا على قراءة المتن التاريخي لمرحلة ما قبل الإسلام بوصفه مقدما على أنه صورة لهوية تشكلت بعد تشكل الهوية نفسها. أي أن الماضي شكله الحاضر لا العكس. وأن الحاضر (تاريخ الطبري- القرن الثالث للهجرة) كان المدونة الأم التي حوت ما قبلها، ومن جوفها ولدت المدونات التاريخية اللاحقة، وفي ضوء هذا يمكن عده المثال الأكثر محاكاة لصورة الأمة. ومن ثم جاءت قراءتنا لبيان هذا بوعي بأهمية المتن المدروس، وبمسعى للإفادة من المناهج الحديثة في دراسة التاريخ.