المستخلص: |
أن أهل الذمة تمتعوا بالعضوية الكاملة في المجتمع العربي في العصر الوسيط وأن الضغوط التي تعرضوا لها في بعض عصور التاريخ العربي كانت في الغالب إحدى السمات العامة لسياسات حكومات تلك العصور تجاه الرعية كلها أو قطاع عريض منها وليس تجاه أهل الذمة فحسب. فلا يبقي- بعد ذلك- أساس صحيح لما يقوله لويس من أن المجتمع العربي الوسيط كان يحرص علي أن يري أهل الذمة يعيشون في إطار من الذل لم يكن يراد لهم الخروج منه، إن هذا الحكم لا ترفضه مبادئ الإسلام فقط بل يرفضه الواقع التاريخي كما شرحنا الآن. والحق أن أخطر ما يمكن أن ينزلق إليه الباحث هو أن يلتقط رواية شاذة من هنا أو من هناك ليبني عليها أحكاما عامة تتنافي تماما مع حقائق التاريخ الثابتة .
|