المستخلص: |
يقدم هذا البحث قراءة تحليلية معمقة لقصيدة "رحل النهار" للشاعر بدر شاكر السياب، مسلطًا الضوء على ثيمتي الرحيل والانتظار اللتين تشكلان بنيتها الشعورية والرمزية. ويربط المقال بين مضمون القصيدة وتجربة السياب الشخصية، لاسيما معاناته مع المرض وإقامته القسرية في المنفى ببيروت، ليُبرز كيف تحوّلت هذه التجربة إلى مساحة إبداعية تنضح بالألم الممزوج بالأمل. وعلى الرغم من حضور المرض بوصفه خلفية مأساوية للنص، فإن القصيدة لا تنحو نحو اليأس بقدر ما تعبّر عن صراع داخلي خاضه الشاعر كنوع من "الجهاد الشخصي"، المرتبط برغبة في البقاء والتشبث بالحياة. ويُظهر البحث كيف احتكمت القصيدة إلى حقلين دلاليين متقابلين: الرحيل البحري بكل ما يحمله من رموز الغياب والتيه، والانتظار الثقيل الذي يجسد الأمل المؤجل. كما توصلت الدراسة إلى تطور واضح في علاقة السياب بزوجته، حيث بدأت تأخذ حيزًا وجدانيًا أعمق في قصائده، خاصة في مراحل مرضه، بعد أن كانت حضورها الشعري باهتًا في السنوات الأولى من زواجه. وفي ختامه، يؤكد البحث أن "رحل النهار" تُعد وثيقة شعرية تحمل تجليات التراجيديا الوجودية للسياب، وتعكس في الآن ذاته تطوره الفني وعمق معاناته الإنسانية، مما يجعلها مادة خصبة لفهم الأبعاد النفسية والاجتماعية لتجربته الشعرية. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|