المستخلص: |
يُسلِّط هذا المقال الضوء على "نسخة نفيسة من المعرب للجواليقي"، ويهدف إلى إبراز قيمة هذا المعجم اللغوي التراثي الذي جمع فيه الجواليقي الألفاظ المعربة، معتمداً في تصنيفه على ترتيب الألفاظ وفق الحرف الأول منها دون تجريد من الزوائد، وهي طريقة تُيسِّر الرجوع إلى المادة اللغوية، لا سيما لغير المتخصصين. كما يعرض المقال الجهد الكبير الذي بذله الجواليقي في تتبُّع أصول الألفاظ الأعجمية المتداولة في اللغة العربية، وتوثيقها باستشهادات من القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر العربي، كما أفرد فصلاً خاصاً للحروف التي تُستدل بها على عجمة الكلمة. ومع ذلك، ينتقد المقال بعض الثغرات المنهجية في عمل الجواليقي، مثل التسرع في نسبة بعض الألفاظ إلى العجمة دون تقديم دليل لغوي أو تأصيلي كافٍ، أو إغفال بيان أصل الكلمة في كثير من المواضع، إضافة إلى ميله الواضح لتغليب الأصول الفارسية على غيرها، ولو في مواضع تحتمل التعدد. كما يُبرز المقال أهمية النسخة الخطية النادرة التي عُثر عليها من هذا المعجم، لما تتضمنه من زيادات وتصحيحات ومقارنات قد تكون حاسمة في سدّ النقص وتصويب ما ورد في الطبعات السابقة من "المعرب"، والتي شابها القصور العلمي والتحقيق غير الدقيق. وتتمثل أبرز نتائج المقال في تأكيده على القيمة العالية لهذه النسخة في مجال تحقيق المعاجم التراثية، وأهمية إعادة تحقيق الكتاب على ضوء هذه النسخة. وفي الختام يوصي المقال بضرورة إخضاع الألفاظ المنسوبة إلى العجمة لمراجعة دقيقة وفق مناهج اللغة المقارنة، بما يُسهم في إثراء الدرس المعجمي العربي، ويكشف عن مدى تداخل العربية مع غيرها من اللغات في سياقها الحضاري والتاريخي. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|