المستخلص: |
لكن أين نحن من هذه الآراء النقدية الأسلوبية المتباينة؟ ولنا أن نسأل قبل ذلك هل ينظر في مثل هذه المسائل الذوقية حكم فاصل أصلاً؟ وهل سيكون لمثل هذا الحكم من غناء أو فائدة يا ترى؟ لاسيما والكاتب المراد تمحيص أسلوبه قد سرت كتبه مسرى الشمس في الآفاق، وأكتب عليه القراء آناء الليل وأطراف النهار؟ نقول لا بأس، لكن هذه الحال لا تعني انعدام الرأي أو تضاؤل الفكر حيال هذه المسائل مهما كانت ذوقية فنية، فالراجح في مخيلتي بعد هذه الشقة أن أسلوب طه حسين الذي ارتضاه لنفسه والذي يحوي في خضمه ما رأينا من الاستطراد والترديد والتكرار بأنواعه هو الذي بوأه من بعد هذه المكانة الأثيرة عند القراء، وهو الذي حقق في نصوصه تلك المتعة القرائية الذوقية الفنية، وهذه المتعة الفنية في نظري قلما يتعامي عنها القارئ الذي أطال النظر في تراث الرجل مهما كان منحرفاً عن منهجه وفكره، بل لا تعزب ملاحظتها عن أي قارئ لديه مسكة من تذوق أو بقية من ألفة ودراية بالأساليب التعبيرية الفنية لدى كتاب النثر العربي على مر القرون
|