المستخلص: |
يحاول هذا البحث أن ينطلق من رؤية مفادها ان الشاعر عندما يذهب إلى استخدام التضاد في شعره إنما هو يكشف عن وعيه جوهر الصراع في الحياة، كما يكشف عن إدراكه لتفاعلات هذا الصراع وحيثياته. وتفعل اللغة بما توفره من أساليب وآليات مختلفة من تشبيه واستعارة وكناية وتضاد دورا فعالا في خلق انساق شعرية تكاد تكون جديدة قادرة على استيعاب تصوراته حول إشكالية هذا الصراع وحيثياته المختلفة. والجواهري واحد من أولئك الشعراء الذين حاولوا أن يبنوا من الواقع أحلاما، ومن الحقيقة خيالا؛ وكأنه بذلك يريد أن يعيش عالما غير عالمه، وحياة غير حياته. فكان أن وجد في اللغة ضالته، فقد أمدته بطاقة جديدة استطاع من خلالها أن ينفذ إلى ما يريده، فكان التضاد واحدا من وسائل الشاعر في الوصول إلى مبتغاه، فقد وظف هذا الفن في مستويين: - الأول: على مستوى الموضوع لاسيما في مجال صراعه مع الزمان والمكان والأحداث التي شهدها وعاصرها. - الثاني: على المستوى الفني لاسيما في مجال الصور الضدية والتنافرية وما تخلقه من مفارقات لغوية.
|