ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تداعيات أزمة محاكمة البشير على النظام السوداني

المصدر: التقرير الاستراتيجي السابع الصادر عن مجلة البيان: الأمة في مواجهة مشاريع التفتيت
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: حسن، حمدي عبدالرحمن (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Hassan, Hamdi Abdulrahman
المجلد/العدد: التقرير 7
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 7
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان بالسعودية و المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1431
الصفحات: 117 - 136
رقم MD: 453401
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

66

حفظ في:
المستخلص: إن القراءة الواعية لحدث صدور مذكرة اعتقال الرئيس الس وداني عمر البشير تخرجه عن أبعاده القانونية المزعومة لتضعه في سياق أجندة أمريكية - غربية تسعى إلى إعادة تشكيل السودان وجواره الجغرافي فكًّا وتركيبًا، بما يخدم مصالح هذه القوى. لاسيما وأن المحكمة الدولية -صاحبة الادعاء في هذه القضية- تعُد جزءًا من آليات النظام العالمي الجديد، الذي بات يفرض رؤيته الأمريكية على قضايا السلم والأمن الدوليين. ومما يؤكد هذه الرؤية أن السودان نفسه قد عانى من حرب أهلية ممتدة في الجنوب، بدأت مرحلتها الأولى قبل الإعلان عن استقلاله عام 1956م، ووضعت أوزارها من خلال عملية تفاوضية شاملة انتهت باتفاق عام 2005م. وعلى الرغم من أن عدد ضحايا حرب الجنوب يتجاوز بكثير حالة دارفور، فإن أحدًا لم يتحدث عن إبادة جماعية أو جرائم حرب . ومن الواضح أن محاولات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السيد لويس مورينو أوكامبو التصعيدية إزاء المشتبَه بهم تكشف عن حقيقتين: أولهما: الفشل في إقناع الدول بتسليم المشتبه بهم. وثانيهما: عدم وجود دعم دولي للاعتقال في ظل السعي لتحقيق السلام من خلال التفاوض في الصراعات القائمة . وأيًّا ما كان الأمر، فإن هذا القرار في توقيته -وبغضّ النظر عن جوانبه القانونية- يمثل سابقةً خطيرة في النظام الدولي؛ حيث إنه ينتهك مبدأ حصانة رؤساء الدول، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى في العلاقات الدولية. كما أنه ساهم في إحداث مزيد من الغموض، وعدم الوضوح إزاء مستقبل وتفاعلات الصراعات التي يشهدها المجتمع السوداني، لاسيما طبيعة العلاقة بين الشمال والجنوب طبقًا لاتفاق السلام الشامل الموقّع بينهما عام 2005م. ولعل من المأمول في ظل استمرار تعقيد وتشابك مكونات البنية الصراعية في السودان أن يتحقق سيناريو وحدة السودان وتكامله، دون الانزلاق إلى مسار العنف السياسي، والحرب الأهلية مرة أخرى. بيد أن مسئولية الأطراف السودانية في الداخل والمجتمع الدولي بأسره تعُدّ محورية، وتتطلب بذل مزيد من الجهد والإرادة لتجنب سيناريوهات الفك والتركيب في المجتمع السوداني .

عناصر مشابهة