المصدر: | مجلة الحكمة |
---|---|
الناشر: | مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع |
المؤلف الرئيسي: | عالي، حسن (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 31 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الجزائر |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الصفحات: | 82 - 99 |
DOI: |
10.12816/0027304 |
ISSN: |
1112-9662 |
رقم MD: | 512686 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
في فلسفة الدين المعاصرة ثمة نظريات تطمح إلى توصيف الدين عن طريق الإشارة إلى مكانته الوظيفية في حياة الإنسان وتبين طبيعة "اهتمامه الديني". وتحتل النظريات الفلسفية الوظيفية للدين نوعاً من الموقع الوسط بين الأبحاث الفلسفية لمكونات وأوجه من الدين مأخوذة بذاتها، وتلك الأبحاث الفلسفية للدين التي تمارس غالباً من منظور أنتروبولوجي، ولهذا السبب فإن بحث النظريات الوظيفية في هذا الكتاب يتوضع بين الفصول المكرسة للتحليل الفلسفي اللغوي والبحث الإبستيمولوجي للدين، والفصول التي تتناول بالتحليل التقصي الفلسفي "للتجربة الدينية" والإيمان الديني؛ اي الجوانب الأشد ذاتية في الدين، وبطبيعة الحال، إن هذا التمييز المشار إليه هو تمييز شرطي نوعاً ما، مادام أي بحث فلسفي للدين ينطوي على مضامين فلسفية أنتروبولوجية واضحة. ولعل الأمر الأساسي في النظريات الفلسفية الوظيفية هو امتناعها عن بحث ومعالجة المسائل المتعلقة بحقيقة الدين، وتجدر الإشارة خصوصاً إلى أن هذا الامتناع يتفق إلى حد كبير مع معايير البحث الفلسفي- العلمي الأكاديمي للدين. لذا يتعين على التحليل الوظيفي أن يستثنى على حد سواء الاتجاه لمعالجة المهام العملية أو الدفاعية عن الدين أياً كانت، والإعلان عن أي مواقف لا دينية، ويعول على غنى الأفكار المنهجية أن تثبت شرعية هذا التوجه البحثي، وكذلك خصوصية هذا النوع من بحث الدين بوجه عام، الذي يتمثل في فلسفة الدين المعاصرة بعدد قليل نوعاً ما من الأعمال. فالاهتمام الكبير بمشكلات المنهج يعتبر ميزة بارزة لنظريات الدين الفلسفية الوظيفية. إن ما يفسر هذا العدد القليل من الأعمال هو، أولا، صعوبة التحليل الوظيفي الذي يشترط الأخذ بالمنهج المقارن؛ أي دراسة عدة أديان بوقت واحد، وثانياً، الإمكانيات المحدودة جداً عند محاولات استخدام التحليل الوظيفي لغايات الدفاع عن الدين. وتمتاز النظريات المذكورة بسعيها إلى العمومية الفلسفية في توصيفها للدين؛ اعني أنها تنطوي على مطمح بأن استنتاجها قابلة للتطبيق على جميع الأديان. وبهذا الصدد يتفوق المنهج الفلسفي الوظيفي في بحث الدين على المناهج الأخرى التي غالباً لا تختار إلا المسيحية في أحد أوجهها كموضوع بحث. يمكننا أن نبرز نموذجين أساسيين من التحليل الوظيفي في فلسفة الدين المعاصرة. النموذج الأول من المشروع تسميته "موضوعاتي"، والنموذج الثاني "فكري". وهذان النموذجان يكمل أحدهما الآخر في السعي إلى الكشف عن طبيعة الاهتمام الديني عند الإنسان. وإذا كان النموذج الأول يهدف بصورة غالبة إلى دراسة موضوع الدين، فإن الثاني يدرس جانبه الذاتي. ويبقى هذا التفريق في التحليل الفلسفي الوظيفي للدين شرطياً بدرجة ما، غير أنه تفريق ملائم طالما أنه يعكس الاتجاه نحو مختلف الجوانب المعنية في "الاهتمام الديني للإنسان". |
---|---|
ISSN: |
1112-9662 |