المستخلص: |
تركز هذه الدراسة على قياس روابط كثافة التجارة الثنائية لدول مجلس التعاون، ومستويات النشاط الاقتصادي بينها، باعتباره يمثل الحجة الأساسية التي تقف وراء إنشاء أي عملة موحدة. فكلما ازداد الارتباط بين كثافة التجارة الثنائية للدول الأعضاء ومستويات النشاط الاقتصادي في منطقة العملة الموحدة، ارتفعت فرص نجاح التكتل الاقتصادي من ناحية، وتعاظم العائد المتوقع من وراء انضمام الدول الأعضاء فيه لمنطقة عملة موحدة من ناحية أخرى ؛ حيث تميل الدول الأعضاء في التكتل إلى مواجهة صدمات متشابهة ، ومن ثم يسهل تبني سياسات استقرار اقتصادي موحدة، وخاصة السياسات النقدية، في دول التكتل، وفي إطار انخفاض روابط كثافة التجارة البينية ومستويات النشاط الاقتصادي بدول منطقة العملة الموحدة، قد لا تجد العملة الموحدة سندًا قويًا من الناحية العملية لتسويغ دخول الدول الأعضاء فيها. وتقدم الدراسة في البداية تحليلاً نظريًا للمزايا والمخاطر المصاحبة لإنشاء العملة الخليجية الموحدة، وكذلك تستعرض الدراسات السابقة التي تناولت موضوع إنشاء العملة الخليجية الموحدة، كما استعرضت بالتحليل معايير التقارب المقترحة لانضمام الدول الأعضاء للعملة الخليجية الموحدة . وتم في اطار الدراسة ايضا تطوير نموذج مقترح لقياس العلاقة بين كثافة التجارة البينية ومستويات النشاط الاقتصادي بين الدول الأعضاء، ولأغراض تقدير النموذج تم في البداية إجراء اختبارات جذر الوحدة للبائل Panel Unit Root Tests المكونة لمتغيرات النموذج للدول الأعضاء، وكذلك اختبار التكامل المشترك للبائل Panel Cointegration Tests قبل عملية تقدير النموذج باستخدام أسلوب البائل مع تصحيح الخطأ Panel Error Correction، في إطار ثلاث دوال للتجارة البينية، وهي الصادرات والواردات وإجمالي التجارة. وقد توصلت الدراسة إلى أن كثافة التجارة البينية بين دول المجلس لا يصاحبها ارتباط مماثل في مستويات النشاط الاقتصادي ، وهي ما يعني انخفاض تأثير كثافة التجارة البينية على مستويات النشاط الاقتصادي بتلك الدول؛ حيث ينخفض حجم هذا التأثير بشكل واضح وفقًا للنتائج، وهو ما قد لا يقدم أساسًا قويًا لقيام اتحاد نقدي بين دول مجلس التعاون، ويؤكد أهمية بذل دول مجلس التعاون جهدًا أكبر لتطوير التعاون فيما بينها وتنويع هياكل الإنتاج لاقتصادياتها بالشكل الذي يعمق من كثافة التجارة البينية بين تلك الدول، ومن ثم يوفر أساسًا أقوى لإطلاق عملة موحدة تعظم العوائد الإيجابية من إنشائها.
The focus of this study is on measuring the trade intensity correlations and economic activity levels of the GCC members, which is known as the main argument behind establishing a common currency in general. If trade intensity correlations and economic activity in member countries are high, the prospects of a successful common currency will also be high, and member countries will be able to maximize their benefits of the common currency. Under these conditions, member countries are likely to face common shocks; thus, it will be easy for them to adopt unified economic stabilization policies, especially a common monetary policy. On the other hand, if trade intensity correlations and economic activity levels are weak, the common currency will not find a solid ground to launch. The study provides a theoretical analysis of the advantages and risks of the GCC common currency, as well as an intensive review of the literature related to the common currency project of the GCC. Proposed convergence criteria for entering the GCC common currency were also analyzed. The study developed a model to test the relationship between trade intensity correlations and economic activity of the GCC based on three definitions of intra trade; intra trade exports, intra trade imports and intra total trade. Before estimating the model, a panel unit root tests are calculated as well as panel cointegration tests. Panel error correction model for trade intensity correlations and economic activity of the GCC members are also estimated for the three definitions of trade intensity. Results of the study show that trade intensity correlations and economic activity levels are weak which suggests that there is no solid background for launching a common currency in the GCC area. Results also suggest that members of the GCC need to spend more efforts in strengthening their cooperation and diversifying their economic structures to deepen their intra trade and thus maximize their benefits of the common currency.
|