المستخلص: |
ما نريد أن نؤكده في ختام تقييمنا للتحليلات الغربية- الإسرائيلية للشخصية العربية، أن الباحثين المتحيزين، اعتبروا الدراسات المنشورة العربية أو الغربية عن جانب أو أكثر من جوانب الشخصية العربية مجرد أدوات لخدمة أغراضهم التي تتركز في تشويه هذه الشخصية. ومهما كانت هذه الدراسة محدودة المجال، أو معيبة في منهجها، أو متضمنة فقرة تشير إلى بعض السلبيات في المجتمع العربي، أو اعتمدت على تطبيق مقياس سيكولوجي على حفنة من الطلبة العرب، للتوصل في النهاية إلى تشكيل صورة مزيفة للشخصية العربية. إن هذه المحاولات الغربية تمثل في الواقع المصدر الرئيسي للباحثين الإسرائيليين، الذي استوحوا منه أدلتهم (العلمية) للتدليل على سلبية الشخصية العربية وإيجابية الشخصية الإسرائيلية. فهل من سبيل لمواجهة هذا التحدي بطريقة حضارية مبدعة تحتفظ للأمة هويتها وتضمن لها بقاءها وتجددها؟. إن على مفكري الأمة وقادتها أن يقدموا الجواب بالقول والعمل، لأن العزلة والانكفاء على الذات هو أقصر طريق إلى الجمود والتحجر، ومن ثم إلى الموت. من الضروري أن يكون هناك حوار ثقافي وحضاري بين الأمم من موقع الندية والمساواة والاحترام المتبادل، وليس من موقع الضعف والتبعية، إننا نعيش في عالم لا يسمح بالعزلة، فكل وسائل الاتصال والتبادل الثقافية والحضارية تدعونا إلى التواصل والحوار، كما أن مصالح الأمم والشعوب تدعو إلى ذلك. وإنني أعتقد أن خير من يضطلع بهذه المهمة هم رجال الفكر والثقافة وأساتذة الجامعات. إن عبء التفكير والتخطيط في هذه الإشكالية يقع على عاتقهم، ثم يأتي من بعدهم دور رجال السياسة والحكم ليختاروا ويقرروا السياسات العامة لتنمية المجتمع وتطويره من خلال عملية الموازنة بين الأصالة والتجديد أو التنمية الشاملة مع المحافظة على الشخصية الإسلامية العربية.
|