المصدر: | شؤون الأوسط |
---|---|
الناشر: | مركز الدراسات الاستراتيجية |
المؤلف الرئيسي: | أبو حسنة، نافذ (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع118 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
الشهر: | ربيع |
الصفحات: | 131 - 150 |
ISSN: |
1018-9408 |
رقم MD: | 586420 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تمثل إسرائيل نموذجا فريدا: إنها دولة لا يؤثر الدين في سياساتها، بقدر ما هي دولة دينية ترفض أن تعترف بكونها كذلك، لكنها في الوقت نفسه تفتقر إلى القدرة على تقديم أي توصيف لنفسها يحظى برضى تكويناتها. لقد أقامت الصهيونية "قومية يهودية"، وهي بذلك لم تكن تملك غير رابط الدين، وليس هناك من يستطيع أن يحاجج اليوم في مسألة العرق الذي يجمع البولنديين والروس والفالاشا وقبائل هندية ويمنيه. وإذا رأى البعض أنها وظفت الدين في خدمة مشروعها الاستعماري، فإن التوظيف لم يكن بالمعنى المتعارف عليه أو السائد في مجتمعات وتكوينات أخرى، وهي هنا تؤكد فرادتها مرة أخرى، ففيما تمارس كدولة دينية، فإنها أيضا تضفي سمة دولة حديثة وديموقراطية على نفسها، ولا تريد الاستجابة لمطالبة الدينيين بأن تفصح عن نفسها كدولة دينية، وهو ما يغضب قطاعات من مكوناتها، تمارس ازدواجية غريبة، تقول بالعلمانية، وتستوطن الأرض التي منحها الرب لشعبه. كان هناك من رأى أن اليهودية الأرثوذكسية أرادت تسخير الدولة في خدمة غاياتها. استخدام سلطة الدولة الإكراهية في حماية الدين إلى أقصى حد ممكن، وأنها نجحت في ذلك مستندة إلى عدم رغبة الدولة في الانفصال عن الدين معادلة تبدو غريبة، ولكن ما هو القول في دولة انصرفت بكل إمكاناتها إلى خدمة تحركات كتلة الإيمان الاستيطانية. وتصوغ سياساتها لمدة عام كامل أو أكثر وفق توجهات حزب ديني، يرفض خطة أمنية لها تتضمن تنازلا عن الأرض المقدسة التي تخض الشعب المقدس. تتصرف الكتلة الأكبر في إسرائيل اليوم بمقتضيات أفكار "كتلة الإيمان" ولا يتم لبس الكيبا مجاملة للحاخامات بل التزاما بما تعنيه، وعلى تلك البقية من "العلمانيين" المتورطين في فصام لا يودون الإفصاح عنه، أن ينحازوا مرة أخيرة إلى وجه واحد. |
---|---|
ISSN: |
1018-9408 |