المستخلص: |
على مدار العقود الأربعة الأخيرة ، تم بناء نظرية جديدة البحث التربوي لمواكبة تطور كل من مفهوم التدريس وعملية التعلم من ناحية ، إضافة للتغيرات الثورية لطبيعة المعرفة في العصر الرقمي من ناحية ثانية . ولذا تولدت الحاجة إلى تصميمات بحث حديثة ومناسبة في مجال التدريس والتعلم ، تهدف إلى تحسين الممارسة وتحقيق الجودة . وتهدف ورقة العمل إلى صياغة بروتوكول لبناء جسر دعم الارتباط بين البحث والممارسة ، في مجال تعليم وتعلم المعرفة الرقمية في المدرسة المصرية . وذلك من خلال نتائج الدراسة التحليلية للجوانب التالية :- • طبيعة المعرفة الرقمية : تغيرت المعرفة من البناء الهرمي والتصنيفي ، إلى معرفة ذات طبيعة شبكية سياقية . ولم تعد المعرفة منتجا صارما سابق التجهيز بواسطة الخبراء يتم نقلة إلى الجمهور من خلال الكتب . بل أصبحت المعرفة متجددة دوما ، وتستمد صيرورتها من التكنولوجيات الرقمية التي تقود تدفقها بمشاركة الجماهير في نشر المعرفة وإعادة إنتاجها والتواصل مع الخبراء . وتحولت البنية التحتية للمعرفة من أوعية وحاويات غير متصلة ، إلى روابط وموصلات في شبكة اجتماعية عملاقة لنقل المعرفة . • نظرية التعلم الشبكي : تقدم النظرية الترابطية رؤية جديدة في تحديد مهارات وبيته التعلم المطلوبة للنجاح في العصر الرقمي . حيث يمثل الذكاء الرقمي المهارة الحيوية للتعلم للجميع ، وتمثل شبكة الاتصال البناء المؤسسي الذي يقدم المعرفة بصورة كلية بواسطة الكتلة العقلية الجمعية . ولذا فالتعلم هو عملية بناء شبكي لربط المعلومات من مصادر متعددة ، بهدف صناعة المعنى واكتشاف الأنماط الضمنية وبناء ارتباطات جديدة . ويتميز التعلم الشبكي بالتنوع والتعقد والتغير والاستمرارية . • تصميم بحوث التدريس : البحث في ظاهرة التدريس يتعامل مع كيانات معقدة تتميز بالمرونة والتفاعلية والتنظيم الذاتي ، ويقع على تصميمات البحث مسئولية وصف تلك الظاهرة المعقدة بأساليب منظومية مناسبة تتجاوز المفاهيم التقليدية مصل : الموضوعية – الثبات – الحتمية السببية – المعالجات الإحصائية – القياسات النهائية المعيارية – التعميم . وتؤكد الاتجاهات الحديثة في البحث ضرورة دمج المداخل الكمية والنوعية لتحقيق جودة التصميمات التالية : تجارب التدريس – الملاحظات الاثنوجرافية في الصف الدراسي – الدراسات الإكلينيكية – بحوث تطوير وتقييم البرامج وبيئات التعلم المختلفة . • أولويات البحث في التدريس : برامج البحث موجهة بالمستقبل ، حيث تركز مشروعات بحوث التدريس والتعلم على التنبؤ المثمر بالمشكلات المرتبطة بالإعداد للتعلم والعمل في مجتمع ما بعد الصناعة ، وتحقيق الجودة والعدالة للجميع في اكتساب المهارات التعامل مع المعرفة الرقمية ، وإدراك التأثيرات المختلفة لاستخدامات التكنولوجيا في التدريس على كل من المتعلمين والمعلمين وبينة التعلم . وبما يسهم في تحقيق تراكمية المعرفة التربوية من ناحية ، وتحسين الممارسة وصناعة القرار من ناحية أخرى . • إدارة البحث وتطوير الممارسة : تهدف إدارة البحث التربوي إلى دمج نتائج بحوث التدريس والتعلم مع خبرات الممارسة الميدانية . ويتطلب ذلك تبني منظور استراتيجي للبحث ، لتوجيه الجهود نحو بناء جسر تفاعلي بين البحث والممارسة من خلال فريق عمل وآليات توحد بين جهود الباحثين وحكمة الممارسين ، ووضع أجندة تسمح بتدفق المعلومات والأفكار في الاتجاهين . إضافة إلى ضرورة استخدام التكنولوجيات الرقمية التفاعلية لتسهيل الاتصال بين نتائج البحوث ، وتطبيق مدخل ما وراء التحليل والتركيب لبناء قاعدة المعرفة التربوية الأساسية وفقا لمبادئ الممارسة المستندة للبحث والدليل . وتشمل وثيقة وأجندة ربط البحث بالممارسة المساحات التالية : تطوير المواد التعليمية – برامج إعداد وتدريب المعلمين – السياسات ونظم التعليم – الإعلام والرأي العام – مبادئ التعلم والتدريس – تواصل وتراكم المعرفة التربوية الناتجة من البحث والممارسة .
|