ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

السدرة من تكون ؟

المصدر: الثقافة الشعبية
الناشر: أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر
المؤلف الرئيسي: الباطني، بزة (مؤلف)
المجلد/العدد: مج7, ع24
محكمة: نعم
الدولة: البحرين
التاريخ الميلادي: 2014
الشهر: شتاء
الصفحات: 44 - 73
ISSN: 1985-8299
رقم MD: 639391
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

5

حفظ في:
المستخلص: بعد هذا الاستعراض لما أمكن التعرف عليه من تاريخ السدرة منذ أقدم العصور وارتباط الإنسان الأزلي بها ربما يمكننا أن نستنتج أن أساس هذا الارتباط هو الخوف. الخوف مما يلاقيه الإنسان منذ ولادته وحتى مماته من صعاب، الخوف على السلامة والسلام، الخوف من الظواهر والكوارث الطبيعية، الخوف من الآتي ومن الموت ومن المجهول الذي يتبعه غريزة الخوف تخلق الحاجة إلى الشعور بالأمن وإلى الإيمان بما هو ثابت شامخ قوي آمين مهاب ومعطاء. عرفنا آن التبرك بالسدرة واللجوء إليها للاستشفاء أو تقديم القرابين لها لاتقاء الشرور لأنها ارتبطت بالملائكة والقديسين أو الجن أو العفاريت آو الشياطين آو لأنها تعود إلى زمن عبادة الأشجار أو لمجرد عطاء السدرة الوافر وفيئها الوارف وقيمة ثمارها الغذائية وقدرتها الفائقة على التكاثر أو عمرها المديد أو لأنها ذكرت في الكتب السماوية. قدست أشجار كثيرة وذكرت أشجار مختلفة في الكتب الدينية السماوية وغير السماوية لكن السدرة من بينها كالحياة ذاتها تنشأ أو توهب، لا ندرى، دون إرادة من مخلوق. السدرة كالحياة تضم كل المتناقضات فعلى أغصانها تنمو الأوراق الناعمة والأشواك الحادة والثمار الحلوة والأخرى الحامضة. السدرة تفيد وتضر، تذكر وتنسي، تغري وتصد، تمنح وتمنع. هي رمز الأنوثة والأمومة الأسمي، ورمز الحنان والدفء والأمن والعفة الأمثل، ورمز الثبات والعطاء والفرح الأعلى. هي حتحور وهستيا ولاكشمي ولوتيس وغيرهن وكلهن معا. حاضرة حين يولد الناس ويعبرون من خلالها إلى الدنيا وحاضرة حين يموتون لتمسك بأياديهم وتقود أرواحهم بطمأنينة إلى الملكوت الأعلى. لكنها أمومة وأنوثة حازمة صارمة شعارها الاستقامة ولا تهوى العبث. هي الدقة والرقة التي تكدرها حماقة البشر فتتلاشى حزنا وألما أو تثور فتبطش بهم لتؤدبهم ولتعلمهم الشجاعة والصبر والقناعة والمحبة والعفاف.

ISSN: 1985-8299

عناصر مشابهة