المستخلص: |
تنبع أزمة المثقف العربي من أنه أسير ثقافة أنتجها المثقف الغربي، فهو يعيش بذلك خارج الزمن الثقافي العربي، فتراه تارة يدافع عن الرؤية الحداثية، ويتبنى أطروحاتها ورؤيتها وحلولها، وتارة أخرى يدعو إلى ثورة ماركسية تطيح بالطبقة الرأسمالية وتستبدلها بطبقة الكادحين، وتراه حين تتعرض الرؤيتان لنقد حاد من المثقف بعد الحداثي الغربي يتبنى الطرح الجديد. إِنَّ الأزمة التي يعانيها المثقف العربي ترتبط مباشرة بغياب الرؤية الأصيلة التي تدفع صاحبها للنظر إلى الأشياء من موقعه الزماني والمكاني، وعجز المثقف عن التأثير في محيطه، وتطوير ثقافة مجتمعه يعود إلى طبيعة الحلول التي يقدمها والتي لا تتوافق مع طبيعة المشكلات التي تمر بها الشعوب العربية، فإذا عجزت النماذج الليبرالية والاشتراكية والقومية والسلفية عن تحقيق نهوض اجتماعي وإحداث تنمية سياسية واقتصادية فإن من واجب المثقف الانكباب لفهم العلاقة بين هذه النماذج من جهة والقيم والمفاهيم السائدة في الثقافة العربية المعاصرة من جهة أخرى.
The crisis experienced by Arab intellectuals is directly linked to the absence of genuine vision that drive its holder to look at objects from its temporal and spatial position, and the inability of intellectuals to influence its environment, and developing a society culture returns back to the nature of the solutions he offers, that do not comply with the nature of the problems being experienced by the Arab peoples, so, if liberal, social, national and fundamentalist models were unable to achieve a social revival and bring about political and economic development, it is the duty of intellectuals to devote themselves to understand the relationship between these models on the one hand and prevailing values and concepts in contemporary Arab culture on the other.
|