المصدر: | مجلة الجامعة الأسمرية الإسلامية |
---|---|
الناشر: | الجامعة الأسمرية الإسلامية |
المؤلف الرئيسي: | العمارى، مصطفى فرج (مؤلف) |
المجلد/العدد: | س6, ع12 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ليبيا |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الصفحات: | 687 - 699 |
رقم MD: | 765327 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
ذكر الله سبحانه بيعتهم لرسوله وأكدها بكونها بيعة له سبحانه وأن يده تعالى كانت فوق أيديهم؛ إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك، وهو رسوله ونبيه فالعقد معه عقد مع مرسله وبيعه بيعته فمن بياعه فكأنما بايع الله. ثم بين أن ناكث هذه البيعة إنما يعود نكثه على نفسه وأن للموفي بها أجراً عظيماً، وأن حال من تخلف عنه من الأعراب وظنهم السيئ بالله أن يخذل رسوله وأولياءه وجنده ويظفر بهم عدوهم، وهذا حال ناتج عن عدم إيمانهم وجهلهم بالله. وأخبر سبحانه عن رضائه عن المؤمنين بدخولهم تحت البيعة لرسوله وأنه سبحانه علم ما في قلوبهم حينئذ من الصدق والوفاء وكمال الانقياد والطاعة، وأثابهم على الرضا بحكمه والصبر لأمره فتحاً قريباً ومغانم كثيرة وكان أول الفتح والمغانم فتح خيبر ومغانمها، وكف أيدي الناس عنكم، قيل أيدي أهل مكة، وقيل اليهود، وقيل هم أهل خيبر، والصحيح تناول الآية الجميع. ولتكون آية للمؤمنين، قيل هذه الفعلة: أي كفاف أيدي الناس عنكم وعلامة على ما بعدها من الفتوح. وأن يهديكم صراطاً مستقيماً بالإضافة إلى النصر والمغانم الكثيرة ووعدهم مغانم كثيرة، قيل هي مكة، وقيل هي فارس والروم. كما أخبر سبحانه أن الكفار لو قاتلوا أولياءه لولى الكفار الأدبار غير منصورين، فإن قيل: فقد قاتلوهم يوم أحد وانتصروا عليهم ولم يولوا الأدبار، قيل هذا وعد معلق بشرط مذكور في غير هذا الموضع وهو الصبر والتقوى وفات هذا الشرط يوم أحد بفشلهم المنافي للصبر وتنازعهم وعصيانهم المنافي للتقوى. ثم ذكر سبحانه أنه هو الذي كف أيدي بعضهم عن بعض من بعد أن أظفر المؤمنين بهم لما له في ذلك من الحكم البالغة التي منها أنه كان فيهم رجال ونساء قد آمنوا وهم يكتمون إيمانهم لم يعلم بهم المسلمون. وأخبر سبحانه لو يزايلوهم وتميزوا منهم لعذب أعداءه عذاباً أليماً في الدنيا إما بالقتل والأسر وإما بغيره ولكن دفع عنهم هذا العذاب لوجود المؤمنين بينهم. ثم أخبر سبحانه عما جعله الكفار في قلوبهم من حمية الجاهلية التي مصدرها الجهل والظلم التي لأجلها صدوا رسوله وعباده عن بيته ولم يقروا بسم الله الرحمن الرحيم، ولم يقروا لمحمد بأنه رسول الله مع تحققهم صدقه وتيقنهم صحة رسالته بالبراهين التي شاهدوها وسمعوا بها. كما أخبر الله سبحانه أنه أنزل السكينة على رسوله وعلى المؤمنين في مقابل نزول الحمية على المشركين ثم ألزم عباده كلمة التقوى، وأنه صدق رسوله رؤياه في دخولهم المسجد آمنين، وأنه سيكون ولابد؛ ولكن لم يكن قد آن ذلك العام والله تعالى وحده الذي يعلم مصلحته تأخيره إلى وقته ما لم تعلموا أنتم، فأنتم أحببتم استعجال ذلك، والله يعلم من مصلحة التأخير وحكمته ما لم تعلموه فقدم بين ذلك فتحاً قريباً توطئة له وتمهيداً. ثم أخبر سبحانه بأنه هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ففي هذا تقوية لقلوبهم وبشارة لهم وتثبيت، وأن يكونوا على ثقة من هذا الوعد الذي لابد أن ينجزه فلا تظنوا أن ما وقع من الإغماض والقهر يوم الحديبية نصرة لعدوه ولا تخلياً عن دينه ورسوله. ثم ذكر سبحانه رسوله وحزبه الذين اختارهم له ومدحهم بأحسن المدح وذكر صفاتهم في التوراة والإنجيل، ولهذا لما رآهم نصارى الشام وشاهدوا هديهم وسيرتهم وعدلهم وعلمهم ورحمتهم وزهدهم في الدنيا ورغبتهم في الآخرة قالوا ما الذي صحبوا المسيح بأفضل من هؤلاء |
---|