المصدر: | مجلة العلوم الاقتصادية والسياسية |
---|---|
الناشر: | الجامعة الأسمرية الإسلامية - كلية الاقتصاد والتجارة |
المؤلف الرئيسي: | أبو هديمة، أبو القاسم أحمد منصور (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ليبيا |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الصفحات: | 385 - 407 |
رقم MD: | 765336 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
ترتكز أفكار الفارابي في مجملها على مفهوم العدالة وهذا الأمر جاء متناسقا مع رأيه في التأكيد على النظام مع الترابط والتماسك والمبادئ المشتركة بين أجـزاء المدن الفاضلة وكذلك العدل عند أهل المدن الجاهلة، مما جعل البعض يعتقدون أن هذا هو رأيه الخاص في مفهوم العدل عامة، وإن كان المقصود به هو مفهـوم الجاهليـة وليس مفهوم المدنية الفاضلة، وتلك الآراء تنصب في مصلحة سعادة الأفـراد ومن وجهة نظرة لا تستحق ذلك إلا بوجود الشخص الذي يمزج حسب قوله بين الفطريـة والمكتسبة والروحية والتي تتوفر في الرئيس الحقيقي ذات عقلا يفوق الخيـال وهـذه درجة رفيعة في الإنسان نادرا ما تجد إنسانا له تلك المقـدرة والـصفات، غيـر أن حرص الفارابي على البحث عن إنسان متكامل الصفات التي يكـون فيها الإنـسان موضع ثقة لكي يتدبر الأمور بالحق ودون استعجال حتى يحقق أعلى درجات السعادة باعتبار أن رئيس المدينة الفاضلة هو إنسان أسمى الناس وبمعنى آخر هو فـوق مستوى الناس، حيث يري الفارابي أيضا ذلك الإنسان وهو بمثابة الذي يـوحي إليه، من الله عز وجل فتفيض قوته المتخيلة نبيا ومنذرا وقبلها يكون حكيما وفيلسوفا. وبهذا يكون له القدرة نحو الإرشاد إلى السعادة وإلى الأعمال التي بها تبلغ السعادة ويكون رصينا ذا ثبات في مباشرة أعماله. وعليه يؤكد الفارابي في سبيل تحقيق العدل والسعادة في العدل أولا يكون في قسمة الخيرات المشتركة التي يمكن أن يشتركوا فيها، فإن لكل واحد من أهل المدينة قسطا من هذه الخيرات مساويا، فنقصه عن ذلك وزيادته عليه جورا، أما نقصه فجور عليه، أما زيادته فجور على أهل المدينة، وعسى أن يكون نقصه أيضا جـورا على أهل المدينة. وبالتالي يضع الفارابي سياق نحو تحقيق العدالة المبنية على الـسعادة ومن أجل تحقيق غاياته وأهدافه لهذا المجتمع الفاضل وتظهر الدولة فيه لتـؤدي الوظـائف التي يحتاجها الأفراد والجماعات، باعتبار أن الفرد عند الفارابي هو اللبنـة الأولـي لتكوين مجتمع بشرى ثم يتطور ويتقدم في المعالم الثقافية العديدة ويزود الفـرد هـذا المجتمع بالمهارات التي يحتاجها في تحقيق أهدافه المنشودة. |
---|