المستخلص: |
يتبين لنا مما تقدم أن هنالك صلات تواصل صوفي عريقة وقوية بين بلاد السودان الشرقي أو سودان وادي النيل، وبلاد المغرب العربي الكبير عبر مختلف الحقب، وان تلك الصلات قد ظلت تلعب دوما، دورا أساسيا في عملية التقارب والتبادل الثقافي والتفاهم المشترك بين شعوب هذه المنطقة، وذلك في إطار العقيدة الإسلامية الجامعة. فعليه، ينبغي العمل المشترك عبر جهود الباحثين المخلصين في هذه المنطقة، من اجل إلقاء المزيد من الأضواء على خفايا تلك العلاقات بغية سبرها وتجلية غوامضها، خدمة للهدف الأسمى إلا وهو تمتين الصلات والعلاقات فيما ين الشعوب الأفريقية المسلمة بصفة خاصة، والشعوب العربية والإسلامية بصفة عامة، حاضرا، ومستقبلا. والنقطة الأخرى التي أود أن أخلص إليها، هي ضرورة أن يبادر أهل التصوف بما عرفوا به من تسامح، وأريحية، وسعة صدر، بالسعي إلى لملمة شعث الأمة، وتوحيد كلمتها عبر الحوار المخلص، والجاد بين مختلف مكونات المجتمع الإسلامي، وذلك من اجل إعلاء قيم التسامح، والبعد عن الغلو والطرف، والعمل على إبراز الوجه السمح للحضارة الإسلامية، وللدين الإسلامي وشريعته السمحة.
|