المستخلص: |
تتبوأ الحرية في المنهج الإسلامي موقعًا متميزًا نابعًا من فطريتها في النفوس البشرية ومن تأكيد الشريعة على حقوقها وواجباتها ، وقد عالجت الرسالة مفهوم « حرية الرأي » وأصول مشروعيتها ومجالاتها وضوابطها والعوائق التي تؤثر فيها ، من خلال نصوص السنة النبوية والسيرة المطهرة . فحررت في الباب الأول مفهومها ببيان معنى الحرية في اللغة والاصطلاح وما وقع فيها من الغموض والاختلاف ، ومعنى الرأي والمراد به ، ثم المقصود العُرفي بحرية الرأي . وذكرت في الباب الثاني الأصول الشرعية التي تستند إليها حرية الرأي في التصور الإسلامي ، وهي الحث على إعمال العقل والتفكير، والنهي عن الإكراه في الدين ، وفريضة إعلان الرأي الشرعي ، والحياة العملية في عهد النبوة والخلافة الراشدة ، ومقاصد الشريعة . وفصَّلت في الباب الثالث المجالات التي تتجلى فيها صور ممارسة حرية الرأي ، وهي الشورى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والنصيحة ، والفتيا والاجتهاد ، والحوار والجدال ، والمطالبة بالحق . وتحدثت في الباب الرابع عن ضوابط حرية الرأي ، فبينت أن لاوجود لحرية مطلقة ، وأن لكل أمة ضوابطها في تقييد الحرية ، وذكرت المرتكزات التي تقوم عليها ضوابط حرية الرأي في المنهج الإسلامي ، وقارنت بينها وبين الرؤية الليبرالية الغربية ، وقسمت الرأي إلى قسمين : رأي مشروع وهو ما أمر الله به أو أباحه ، ورأي غير مشروع وهو ما نهى الله عنه ، وحددت ضوابط لإبداء الرأي المشروع ، وهي ضوابط منهجية وضوابط أخلاقية ، كما ذكرت حكم إبداء الرأي غير المشروع ، والأدلة على تحريم ومنع إبداء الرأي المحرم . وجعلت الباب الخامس للحديث عن العوائق التي تؤثر على قيام حرية الرأي بدورها المنشود ، وهي عوائق منها ما هو ذاتي يتصل بالإنسان نفسه ، ومنها ما هو خارجي ، وجمعت صور تلك العوائق تحت فصلي الهوى والظلم . ثم ختمت الرسالة بذكر أهم نتائجها وتوصياتها المقترحة .
|