ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

التنافس الإقليمى من منظور الصين

المصدر: مجلة السياسة الدولية
الناشر: مؤسسة الاهرام
المؤلف الرئيسي: حلمي، نادية (مؤلف)
المجلد/العدد: س47, ع183
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: يناير
الصفحات: 70 - 81
ISSN: 1110-8207
رقم MD: 797628
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: ترى الباحثة أن التوازن الجديد في آسيا يقوم على مثلث استراتيجي أمريكي – صيني – ياباني، محاط بأطراف من الهند وكوريا الجنوبية وجنوب شرق آسيا. وتقوم الاستراتيجية الصينية على السعي لإقامة علاقات دبلوماسية أوثق مع المنافسين الاقتصاديين والسياسيين المحتملين للولايات المتحدة، مثل اليابان والهند وألمانيا، وتطوير مصالح مشتركة مع معظم دول العالم الثالث، وبخاصة الآسيوية، لتعزيز المكانة الصينية، وزيادة قدرة الصين على المساومة مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، واستئناف الحوارات والاتصالات السياسية والعسكرية الرسمية مع واشنطن وحلفائها، والحفاظ على علاقات إيجابية مع دول أسيا الوسطى وإيران. وفيما تزداد الصين قوة، فإنها ستكشف ضغوطها حتى تأخذ زمام المبادرة لضبط استقرار العلاقات مع الولايات المتحدة. وبينما شهد التعاون الفعلي الصيني – الأمريكي تطورا أفقيا وعموديا منذ عام 2003، وجمعت الجانبين مصالح مشتركة على أصعدة مختلفة، خاصة في القطاع المالي ومجالات التعليم والصحة والطاقة، لكن في الجانب الجوهري من هذه العلاقات، المتعلق بقضايا استراتيجية وأمنية أساسية، فإن الولايات المتحدة لا تبدو وكأنها تميل نحو تعديل مواقفها لتقترب أكثر من الجانب الصيني. بل يظهر أن الهوة الفاصلة بين طريقة كل طرف منهما في النظر إلى القضايا العالمية آخذة الاتساع أكثر فأكثر. لذلك، من المتوقع أن سوف تتقلص مساحات التعاون الاستراتيجي مستقبلا بين البلدين، ولا مفر من تنامي التنافس بينهما. مع العلم بأن استقرار الصين هو الشرط اللازم الكفيل بتحسين العلاقات الصينية – الأمريكية وترسيخها. فتطوير الصين لكيفية إدارة شئونها الداخلية ينعكس على علاقاتها مع الولايات المتحدة. والحقيقة أن مراكز الدراسات الأمريكية كانت هي أول من اخترع فكرة "سيادة الصين على القرن الحادي والعشرين" من الناحيتين السياسية والعسكرية، وظهرت عشرات التنبؤات الأمريكية التي تعتبر هذا القرن قرنا آسيويا خالصا. وفي أسوأ الأحوال، من وجهة النظر الأمريكية، فإنه سيصبح قرنا صينيا خالصا. ووفقاً لتلك التوقعات، تحددت الكثير من التوجهات الاستراتيجية الأمريكية نحو الصين. وعلى هذه الخلفية، صاغ الأمريكيون سياستهم تجاه المارد الأصفر المرتقب. ويبدو أن البيت الأبيض ومؤسسة الاستخبارات الأمريكية بدأ يرصدان عن قرب تطورات الأوضاع داخل الأراضي الصينية، ويسجلان بدقة التصاعد المطرد في معدلات النمو الاقتصادي، ودعم الحركة التصنيعية، والتفوق في المجال العسكري، إلى جانب المكاسب الدولية التي تحققها بكين، خاصة بعد أن استعادت أعظم المدن التجارية العالمية، هونج كونج، من أيدي البريطانيين عام 1997، إلى جانب سعيها لاستعادة تايوان، بالإضافة للاحترام الدولي الذي تحظى به بكين، خاصة بين بلدان العالم الثالث. إن المعادلة الدولية من وجهة نظر واشنطن ينبغي أن تمضي وفق نظرية استيعاب الصين وتوظيفها في إطار المشروع الأمريكي، على أساس أنه إذا مضت التنبؤات الأمريكية في اتجاهها الصحيح، فإن الولايات المتحدة عليها أن تروض هذه القوة المتصاعدة وتتعاون معها، لتصب قوتها في نهاية الأمر في سلة المصالح الأمريكية، لا أن تصبح قوة الصين خصما لقوة الولايات المتحدة، وترث بكين موقع القوة الثانية الشاغر منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. أما على الجانب الصيني، فإن بكين تدرك من جهتها أن الكثير من أوراق اللعبة في العالم في أيدي الولايات المتحدة الأمريكية. وطوال سنوات الحرب الباردة، كانت الصين تأمن جانب الدب الروسي، وتدرك أن الخلاف الفكري مع الاتحاد السوفيتي لن يتحول إلى مواجهة خطرة لانشغال السوفيتي بالسباق الدولي ثنائي القطبية. لكن الصين اليوم باتت على يقين بأنها لكي تستكمل مراحل نموها العسكري والاقتصادي والسياسي، وتعزز نفوذها الدولي، فإن عليها أن تتجنب مواجهة ساخنة أو باردة مع واشنطن. وربما يرجع هذا التصور الصيني إلى جملة من الأسباب، فبكين لم تعد صاحبة القنبلة النووية الوحيدة في آسيا. فإلى جانب إرث الاتحاد السوفيتي البائد، والموزع بين عدد من جمهوريات الاتحاد الروسي، قفزت دولتان آسيويتان إلى النادي النووي، هما الهند وباكستان. وإن كان العضوان الجديدان في المعسكر النووي ينشغل كل منهما في الصراع مع الآخر، فإن بكين لا تنسى تاريخ الصراع الطويل مع الهند، والذي شهد حروبا طاحنة مرات عديدة، الأمر الذي يجعلها تتحسب بدقة، حين تخطو بنفوذها النووي والعسكري والبشري إلى أبعد من حدودها. والهند ليست دولة نووية لها صراعها التاريخي الطويل مع الصين فحسب، لكن يقين بكين بأن القنبلة الهندية ليست مقطوعة الصلة بالولايات المتحدة الأمريكية، وأنه في حالة نشوب صراع سياسي أو عسكري بين البلدين، في إطار ترتيب أوضاع الهيمنة الجديدة في القارة الآسيوية، فإن واشنطن لن تكون بأي حال في المعسكر الصيني، وستدعم الولايات المتحدة أصدقاءها في نيودلهي وطوكيو حتى النهاية.

ISSN: 1110-8207
البحث عن مساعدة: 622496

عناصر مشابهة