ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الخطاب الديني الإصلاحي في ديوان محمد بن الطلبه

المصدر: دراسات في الشعر الموريتاني - ملامح الإبداع فس شعر محمد الطلبة اليعقوبي الشنقيطي
الناشر: جامعة نواكشوط - كلية الآداب والعلوم الإنسانية
المؤلف الرئيسي: ابن أبات، محمد الأمجد بن محمد (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: موريتانيا
التاريخ الميلادي: 2013
الصفحات: 261 - 305
رقم MD: 805784
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: وبعد فقد كان محمد أحد مؤسسي حركة الإصلاح التي جاءت في وسط القرن الثالث عشر استجابة لمقتضيات محلية ملحة تصدرها الحاجة إلى قيام سلطة مركزية تضمن الانتظام الخلقي والانسجام الاجتماعي. فقامت دعوته على قاعدة دينية ثابتة، لحمتها الدعوة إلى الله تعالى لتجديد الدين وسداها الامتياح من نصوص الوحي الصادق، وذلك لوعيه بأن الدعوة إلى الله تعالى ونشر كلمة الإسلام ورفع رايته وتحكيم حدوده والتأدب بآدابه تمثل المنهج الإصلاحي الوحيد والمنقذ الصحيح للبشرية من شرور الدنيا والآخرة.
فنسج نصوصه الشعرية في إطار أدب إسلامي ملتزم فجاء خطابا يحمل كثيرا من سمات الأصالة والتميز في آن معا، بث ضمنه دعوة إصلاحية تدرجت من الإعداد والتأهيل المعرفي والخلقي إلى الإنجاز العملي فانتشرت في نصوصه الحكم والمواعظ والتوجيهات وتميز خطابه بالشمول فتجاوز التقسيم الفئوي الاجتماعي فانطلق من نصح قومه خاصة ثم خاطب كل أنصار الإسلام. وتجلت جديته في الدعوة وقناعته بها من خلال اتصاله بالعلماء لهذا الشأن وإصراره على النصح وصراحته في نقد الواقع وارتباطه بالدليل الشرعي.
فعمل على إسماع خطابه في دوائر النخبة المثقفة واستجاب له الكثير من العلماء الذين يمثلون مراكز استقطاب معرفي ونفوذ روحي وعكست مراسلاتهم الشعرية إلحاح تلك الأفكار وأهميتها.
ولئن ظل خطاب الجماعة محصورا في مستوى نخبوي نظري فقد تجاوز مراحل هامة في بلورة منهج إصلاحي إسلامي واضح المعالم، بالإضافة إلى إقناع المجتمع بهذا المنهج الرباني المذكور وتوعيتهم بضرورة العمل على تحقيقه واتباعه. ثم كان ذلك اللبنة الأساسية التي استمرت على أساسها الدعوة الإصلاحية في القرن الموالي مع مجيء الاستعمار الفرنسي، فنادى بها ماء العينين بن العتيق (ت نحو 1337 هـ) ومحمد العاقب بن ما يابى (ت نحو 1325 هـ) وغيرهما في خطاب شعري مماثل. ثم وجدت دعوة الإصلاح تطبيقها العملي في جهاد المستعمر الفرنسي من طرف مجموعة من العلماء والأمراء في مختلف نواحي البلاد مثل ما قام به الشيخ ماء العينين (ت 1328 هـ) وسيد أحمد ولد عيده (ت 1932 م) في الشمال، وبكار ولد اسويد أحمد (ت 1905 م) في الشرق وأحمد ولد الديد (ت 1941) وقبلهم محمد الحبيب (ت 1860 م) في الجنوب.
وبذلك ظل صوت الشاعر المصلح نديا مسموعا ودعوته حية مستمرة:
(طويل)
ألا يا لأنصار الإله لدينه إلام التواني منكم والتخاذل
وإنكم إن تنصروه يكن لكم نصيرا ألا نعم النصير المجادل
وإنكم إن تنصروه نصرتم لعمري فلا عجز ولا هو خاذل

عناصر مشابهة