المستخلص: |
تهدف هذه الرسالة إلى إيضاح المعني من وراء تغليظ التحريم في الخمر والزني وأثره المقاصدي، وقد بينت أنواع تغليظ التحريم في الخمر والزني، حيث إن التغليظ فيها كان على نوعين: اللفظ والعقوبة، فكانت الفاظ التحريم في هذين النوعين مختلفة عن غيرها من المحرمات ك (اجتنبوه) في الخمر و (لا تقربوا) في الزني وما تضمنته من معان تأكيدية علي التحريم، وكذلك العقوبة فيهما مغلظة فالخمر ملعون كل من له علاقة بها وهي من موجبات الحد ولا يجب إلا علي محرم كبير، وكذلك الزني فهو من أكمل الحدود عددا بالعقوبة، والقتل بالرجم من مهول القتل، وحضور الطائفة للجلد للتشهير، وعدم الرأفة في تنفيذ العقوبة، فكل هذا التغليظ ينبئ أن هذين المحرمين فيهما من العلل المحرمة ما هو معلوم وما هو متجدد، فهي غير منتهية، وتغليظ التحريم فيهما يشعر بأن العبد عليه السمع والطاعة دون التعمق في أسبابها حيث إن مثل هذه المحرمات وهي من أنواع المحرم لذاته لا تتعلق بعلة ولا يدور الحكم فيها مع العلة وجودا وعدما إذ قد توجد بدون عللها التي أجمع عليها الأصوليون.
|