المستخلص: |
سلطت الدراسة الضوء على طبائع الآخر في شعر زياد الأعجم. فقد ولد زياد الأعجم ونشأ "بأصبهان"، ثم انتقل إلى خراسان فلم يزل بها حتى مات، وكان شاعرا جزل الشعر فصيح الألفاظ على لُكنة لسانه وجريه على لفظ أهل بلده، وقد بدت طبائع الآخر في شعره جليه بمقدار براعته الفنية في الموضوعات الشعرية التي وردت في ديوانه، ويأتي على رأسها الهجاء ثم المدح والرثاء وأخيرا الفخر. فاتسمت طبائع الآخر التي اتخذها زياد العجم مادة للهجاء بأنه يحذر الآخر من لسانه ويدعوه إلى تجنبه، ومن الطابع التي اتكأ عليها زياد الأعجم في هجاء الآخر طبع اللؤم، والبخل، والكذب. أما من طابع الآخر التي اتخذها زياد الأعجم مادة للمدح الكرم الذي حاز على نسبة كبيرة في مجال المديح، بالإضافة إلى السماحة والفضل والتقوى، والعدل والشجاعة، والعزة. أما في الرثاء فتبدو طبائع الآخر المرثي مجالا لتصوير الطبائع الإنسانية من سماحة ومروءة وكرم وشجاعة وإقدام في الحروب وإغاثة ملهوف وحلم. أما في الفخر فقد استدعى الشاعر صورة القدر في معرض فخره بكرمه في تلك المفازة التي يتقلب الآخر في جنباتها، فتقلقه الحيرة وتلتهمه حتى تأتي القدر منفذا له على مستويين، أحدهما: خارجي يتمثل في النار تحت القدر والتي هي رمز للهداية والبشارة، والأخر: داخلي يتمثل فيما تحويه القدر من طعام للضيفان. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021
|