| المستخلص: |
تستهدف الدراسة التعرف على مدى تطبيق آليات الشفافية داخل المؤسسات الصحفية وخارجها وكذلك مدى استخدامها للتكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الجديدة لدعم الشفافية وتأثير ذلك على مصداقيتها لدى الرأي العام وثقته فيها. وقد أكد الباحثون والممارسون على ضرورة إضافة الشفافية كقيمة أساسية في العمل الصحفي للحفاظ على الثقة والمصداقية والتي واجهتها تحديات كثيرة تمثلت في انهيارها بالنسبة لنوعية معينة من الصحف وتحولها إلى وسائل أخرى أكثر تطورا مثل وسائل التواصل الاجتماعي. وتهتم الدراسة تحديدا برصد وتحليل وتفسير مدى وعى الصحفيين بأهمية الشفافية وممارساتها على سلوكهم المهني وإلى أي مدى تتوافر الشفافية في بيئة العمل الصحفي وآلياتها ومعوقات تطبيقها في عملهم وعلاقة ذلك بإدراك الجمهور لوجود شفافية في العمل الصحفي ومؤسساته المختلفة وتأثير ذلك على مصداقية الصحافة بالإضافة إلى التعرف على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في دعم الشفافية في إطار العلاقة بين الصحف والرأي العام. وتنبع أهمية الدراسة من ندرة دراسات الشفافية في المجال الإعلامي وتركيزها على الجانب الإداري والمالي وعلى المؤسسات الهادفة للربح بالأساس، وهى ندرة ترتبط بعاملين أساسيين، الأول أن تطبيق الشفافية ودراستها كمجال فرعى ما زال وليدا في المجال الإعلامي، كما يتمثل العامل الثاني في كون الشفافية مفهوم يصعب قياسه ولم يتم تحديد أبعاده بدقة في المجال الإعلامي كما لم يتم ربطه بمصداقية مؤسساته وثقة الرأي العام فيها، ولذلك فإن الإضافة المهمة لهذه الدراسة تتمثل في محاولتها سد هذه الثغرة بتحديد أبعاد الشفافية في مجال الصحافة وبالتطبيق على المؤسسات الإعلامية واعتبارها قيمة أساسية مضافة إلي القيم المهنية في إطار علاقة الصحافة بالجمهور. أكدت نتائج الدراسة أن الصحف على اختلاف أنماط ملكيتها إذا توافرت بها آليات الشفافية من جهة وقلت المعوقات التي تحول دون تحقيقها داخليا وخارجيا من جهة أخرى فإنها تتمتع بمصداقية وثقة تامة بنسبة 100% من قبل القراء المتابعين لها بانتظام، وحينها لا تتواجد أهمية للفروق الإيديولوجية الفكرية أو السياسية، كما أظهرت النتائج وجود علاقة بين إدراك معوقات الشفافية في المؤسسات -بصرف النظر عن كونها ورقية أو إلكترونية-، وسلبية الاتجاه نحوها ومقدار الثقة والمصداقية فيها. فقد أكدت النتائج أن الشفافية تساعد على خلق بيئة عمل متميزة وتساعد على الإنجاز في ظل وضوح الرؤية الاستراتيجية والأهداف وسياسات الإثابة والعقاب وسهولة التواصل مع الرؤساء والزملاء كما أنها تنتج مناخا مهيئا لتحسين صورة المؤسسة وتدعيم مصداقيتها والثقة فيها وكذلك التواصل مع الرأي العام والتفاعل معه والاستماع إليه وتقييم رأيه ومشاركاته في إطار اتصال ثنائي الاتجاه لا استحواذي من جانب واحد. أكدت نتائج الدراسة أيضا أن التعامل مع الجمهور بشفافية مازال قاصرا من جانب الصحافة رغم تعدد وتنوع آليات الشفافية التي وفرتها وسائل التواصل والتكنولوجيا الرقمية عامة. ويؤمن الرأي العام بأهمية الشفافية وضرورتها كمنهج يجب أن تتبعه المؤسسات على اختلافها. في المقابل من ذلك نجد أن عملية نشر ثقافة الشفافية في المؤسسات يشوبها الكثير من المعوقات التي تحول دون إتمامها بشكل مرض مثل عدم تعاون الإدارة والقيادات العليا والرقابة والملكية والتشريعات وضعف البنية التحتية والتأهيل المهني ومقاومه التغيير في المؤسسات. أوضحت النتائج أيضا اختلاف رؤية كل من الصحفيين والجمهور للعوامل التي تعرقل الشفافية في الصحافة، إذ ركز الصحفيون على العوامل المرتبطة ببيئة العمل بصورة أساسية كالإدارة والملكية والعلاقة مع المصادر وعدم القابلية للتغيير وضعف التأهيل المهني وإمكانات المؤسسة والتشريعات والتحيزات الإيديولوجية أما الجمهور فقد ركز على الرقابة بصورة أساسية وإمكانات المؤسسة وضغط العمل ثم الإدارة والمصادر والتشريعات والملكية، واتفق الطرفان على بعض العوامل وتتمثل في الرقابة والإعلانات والموضوعات الحساسة وسنوات الخبرة. وقد كان تأثير التحيزات الإيديولوجية أكثر أهمية بالنسبة للصحفيين كذلك التشريعات التي احتلت مكانة متقدمة لدى الجمهور.
The main objective of the study is to identify the mechanisms for implementing and evaluating transparency that are available in the Egyptian press - a topic that has not been discussed before in the studies - and its impact on the credibility of the press and journalists with the Egyptian public opinion. The study examined how transparency mechanisms are implemented inside and outside press institutions, as well as the extent to which they use digital technology and new means of communication to integrate transparency, and the extent to which this affects their credibility with the public opinion. Many challenges were reported. Therefore, the importance of this study rely on its attempt to define the dimensions of transparency in the field of journalism and applying it to media institutions and considering it as a basic added value to professional norms and main framework of the relationship between the press and the public opinion. The results confirmed that if transparency mechanisms were available paper enjoy 100% full confidence on the part of readers who regularly follow them, and neglect significance ideological or intellectual differences. The results confirmed that transparency helps to create a distinct work environment and helps to achieve greatly, in light of the clarity of the strategic vision, objectives, policies of reward and punishment, ease of communication with heads and colleagues, as well as producing an environment conducive to improving the image of the institution and strengthening its credibility and confidence in it, as well as communicating with the public opinion, interacting with it, listening and evaluating opinion and participation are within the framework of a two-way communication, not an obsessive one-sided. In general, the results of the study confirmed that public opinion believes in the importance and necessity of transparency as a method that must be followed by different institutions, On the other hand, the process of spreading a culture of transparency in institutions is marred by many challenges that prevent it from being completed in a satisfactory manner, such as the lack of cooperation of management and senior leaders, control, ownership, legislation, weak infrastructure, professional qualification and resistance to change in institutions. The results also showed the difference in the perceptions of both journalists and the public of the factors that impede transparency in the press, as journalists focused on factors related to the environment mainly, such as management, ownership, relationship with sources, weak professional qualification, institution capabilities, legislation, and ideological biases. The institution and work pressure, then administration, sources, legislation and ownership, and the two parties agreed on some factors, namely censorship, advertisements and sensitive topics and years of experience. The effect of ideological biases was more important for journalists, as well as the legislation that occupied an advanced position among the public.
|
