ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







حقوق الإنسان والمرأة : تحليل خطاب التمييز والتمكين كما تعكسه المدونات

المصدر: المؤتمر العلمي الدولي: حقوق المرأة في مصر والدول العربية
الناشر: جامعة الإسكندرية - كلية الحقوق
المؤلف الرئيسي: عبده، هاني خميس أحمد (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: الإسكندرية
الهيئة المسؤولة: كلية الحقوق ، جامعة الاسكندرية
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 699 - 757
رقم MD: 213870
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

571

حفظ في:
المستخلص: يعد الاهتمام بحقوق الإنسان Human Rights ومن ثم حقوق المرأة Women Rights من أبرز المظاهر السياسية للعولمة Globalization ومرحلة ما بعد الحداثة Postmodernism era، كما جسدت الأديان السماوية والمواثيق الدولية وكذلك الدساتير الوطنية عديداً من أسس ومبادئ حقوق الإنسان ودعم المساواة وعدم التمييز بين الرجل والمرأة في شتى مجالات الحياة الإنسانية، كما كان هناك تأكيداً متزايداً على دعم المساواة بين الرجل والمرأة في مجال التمتع بالحقوق وممارستها وذلك بدءاً من الحقوق السياسية والمدنية، ومروراً بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وانتهاءاً بالحقوق الثقافية. فعلى سبيل المثال يشير "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" الصادر عن الأمم المتحدة في عام (1948) في المادة (2) أن لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات دون أي تمييز بسبب اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين.. كما تشير المادة (26) من "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" (1966) إلى أن الناس جميعاً متساوون أمام القانون ويتمتعون دون أي تمييز بحق متساو في التمتع بحمايته، كما يجب أن يحظر القانون أي تمييز فيما بين الأفراد على أساس الجنس أو العرق أو اللغة أو الدين. كما جاءت "الأهداف التنموية للألفية" Millennium Developments Goals (MDGs) لتتضمن عدد من المبادئ ومنها تعزيز المساواة من الجنسين، وتمكين المرأة وتحسين صحة الأمهات والسعي نحو القضاء على الفقر والجوع، وبالإضافة إلى ما سبق، أشارت "وثيقة الإسكندرية للإصلاح العربي" في (مارس 2004) إلى العمل على إزالة جميع أشكال ومظاهر التمييز ضد المرأة تأكيداً لفاعلية مشاركتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية داخل المجتمع، وعلى مستوى المجتمع المصري جاءت التعديلات الدستورية في المادة (40) لتشير إلى أن "المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة، ولا تمييز فيما بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة". ولقد أشارت "اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة" Convention of the Elimination of all forms of Discrimination against Women (CEDAW) في المادة (1) إلى أن مصطلح التمييز ضد المرأة يقصد به أي تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس، ويكون من آثاره انتهاك الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمدنية والثقافية للمرأة، أو تقييد التمتع بها، أو منعها من ممارستها، أو الحصول عليها. أما على المستوى العملي، فهناك العديد من الحقائق والبيانات حول مظاهر عدم المساواة والتمييز ضد النساء في بلدان العالم المتقدم والنامي على حد سواء، فعلى سبيل المثال تمثل النساء حوالي 70% من عدد الذين يعانون من الفقر ويعيشون على دخل يومي يقل عن دولار أمريكي واحد، كما تمثل النساء حوالي 66% من عدد الأميين في العالم، كما تتحمل النساء حوالي 70% من إجمالي وقت العمل الذي يؤدي بدون مقابل مادي وذلك لتوفير الرعاية لأسرتها، وتقدر قيمة هذه الأعمال غير مدفوعة الأجر بحوالي 11 تريليون دولار، ومن المظاهر الأخرى للتمييز ضد المرأة تدني نسبة مشاركتها في المناصب الإدارية إذ لا تتعدى 33% في الدول المتقدمة و 15% في أفريقيا، أما في آسيا والمحيط الهادي فلقد بلغت النسبة 13%، وتمثل النسب في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي ضعف ما كانت عليه منذ عشرين عاماً، كما لا تتعدى نسبة النساء اللاتي يتقلدن مناصب وزارية على مستوى العالم نسبة 7% ( ).

وإذا كانت هناك العديد من الدراسات والبحوث داخل تراث العلم الاجتماعي تهتم بدراسة حقوق المرأة ومظاهر التمييز ضدها وملامحه وعوامله، إلا أنه يمكن القول بأن دراسة حقوق المرأة في ضوء التمييز والتمكين Empowerment إنما أصبحت محل نقاش عبر الفضاء الإلكتروني Cyberspace في المدونات Blogs ومن خلال المدونين، فالمدونات Bloggers ارتبط بنائها بالوقائع والأحداث المجتمعية من جانب، ومواقف المدونين واتجاهاتهم نحوها من خلال المناقشة والنقد والتحليل من جانب آخر، فالمدونات تتمتع بمجموعة من الخصائص التي تميزها عن غيرها ومنها على سبيل المثال، التفاعلية في إنتاج وتداول المعرفة، والتعبير عن الذات، والتواصل مع الآخرين، والسهولة والسرعة في التدوين. أما فيما يتعلق بانتشار المدونات على مستوى المجتمع المصري، فإنه يمكن القول بأن الاهتمام بالتدوين كان محدوداً حتى عام (2001)، ثم اتسع انتشارها وتزايد استخدامها والإقبال عليها من خلال الجيل الجديد من السياسيين والأدباء للمشاركة في نشاط التدوين وذلك للتعبير عن الآراء والمعتقدات بحرية ودون قيود. وفي ضوء ما سبق يهدف البحث إلى الإجابة على عدد من التساؤلات ومنها: 1- ما السياق المجتمعي الذي يساعد على انتشار ظاهرة التمييز ضد المرأة داخل المجتمع؟ 2 - ما صور وأشكال التمييز ضد المرأة كما تعكسها المدونات؟ 3- ما عوامل انتشار التمييز ضد المرأة كما يراها المدونون؟ 4- ما النتائج المترتبة على انتشار ظاهرة التمييز ضد المرأة في المجتمع؟ 5- ما سبل مواجهة التمييز ودعم تمكين المرأة داخل المجتمع؟ وللإجابة على التساؤلات السابقة فسوف نعتمد على منهج إعادة تحليل البحوث والدراسات السابقة، بالإضافة إلى تحليل الخطاب النقدي Critical Discourse Analysis في دراسة المدونات المصرية وذلك للأسباب التالية: 1- يرتبط الخطاب بواقع مادي ملموس سواء أكانت أحداثاً شخصية أو مشكلات مجتمعية وهذا ما تدور حوله المدونات. 2- وجود منتج للنص سواء كان جماعة أو فرد يستهدف إقناع الآخرين بالمواقف والأفكار والاتجاهات في إطارها الاجتماعي. 3- استخدام الحجج والبراهين في عرض وتقديم الأحداث والمشكلات المجتمعية التي تعرض داخل المدونة. واستناداً إلى ما سبق سوف نعتمد في استخدامنا لتحليل الخطاب على عدة إستراتيجيات وهي: 1- إستراتيجية تفكيك الخطاب من خلال البحث عن المفاهيم والمعاني المراد دراستها داخل النص. 2- إستراتيجية التأويل؛ إذ يعد تحليل الخطاب بمثابة تأويل للنصوص من خلال قيام الباحث بالقراءة المتأنية للنصوص من أجل فهم المعاني والكلمات الكامنة داخل النص ودلالاتها في ضوء رؤية القارئ (الباحث). 3- إستراتيجية تحليل القوى الفاعلة؛ من خلال تحديد تصور الخطاب للقوى الفاعلة في القضية محل الدراسة، وكذلك رصد وتحليل تلك الأدوار وتصنيفها إلى أدوار إيجابية وسلبية. 4- إستراتيجية تحليل مسار البرهنة، والذي يعد بمثابة أحد الأساليب التي يعتمد عليها الباحث في تحديد الحجج والبراهين التي يستند إليها الكاتب لإثبات المقولات والأفكار في الخطاب. وسوف يكون التطبيق من خلال اختيار عينة عمدية للمدونات بلغت (16) مدونة والتي تهتم بمناقشة قضايا التمييز ضد المرأة في المجتمع المصري. وفي ضوء ما سبق تم تقسيم البحث إلى ثلاثة مباحث رئيسية، إذ نهتم في المبحث الأول بتناول المدخل النظري للبحث، وكذلك الإشارة إلى فضاء المدونات في ضوء استعراض المجال العام ودور التكنولوجيا في بروز المجال العام الجديد أو ما يطلق عليه "فضاء المدونات" والطابع المؤسسي لها، وحجمها، وكذلك عوامل انتشارها، كما يبرز المحور الثاني مظاهر التمييز ضد المرأة في المجتمع المصري في كل من المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ويجسد المحور الثالث سبل تمكين المرأة في ضوء عدد من الآليات والتي تمثلت في كل من التعليم والتدريب من جانب، والتمكين الاقتصادي من جانب آخر.

عناصر مشابهة