ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المنهج التربوي الإسلامي في مواجهة تحديات العصر ( الهوية بين الأصالة والمعاصرة )

المصدر: المؤتمر العلمي الحادي والعشرون - تطوير المناهج الدراسية بين الأصالة والمعاصرة
الناشر: الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس
المؤلف الرئيسي: المعمري، طالب بن أحمد بن محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 4
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2009
مكان انعقاد المؤتمر: القاهرة
رقم المؤتمر: 21
الهيئة المسؤولة: الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس
الشهر: يوليو
الصفحات: 1228 - 1249
رقم MD: 39686
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

392

حفظ في:
المستخلص: يهدف هذا البحث إلى وضع بعض المقترحات للمناهج العربية تساعد على تنشئة الأبناء تنشئة سوية منطلقة في ذلك من الحرص على بيان أهمية الموازنة بين الالتزام بالقيم الإسلامية السمحة، والإفادة من التطورات المتسارعة في عالم اليوم. وتنبع أهمية هذه الدراسة من خطورة الوضع الذي تعيشه الدول العربية في خضم عالم مائج بشتى أنواع الفتن والمغريات المادية التي صرفت الناس عن جادة الطريق الموصل إلى التحضر بمعناه الصحيح، وبأنظمة تخنق كل ما حولها في سبيل التمكن على كرسي الحكم، وبفرق وأحزاب متفرقة متخاصمة أصبحت بما تحمله من أفكار حجر عثرة في بناء الأمة وتطورها. ومن هذا الوصف للمجتمع العربي أصبح الناس فرقاً وأشتاتاً يعيش أغلبهم في ظل تجهيل إعلامي وسيطرة رسمية راضين بالوضع الذي يعيشونه دون حراك فعلي نحو تغيير مرتقب. فظهر فريق من المسلمين داعياً إلى التخلي عن أي قيمة تاريخية أو اجتماعية أو دينية عربية أو إسلامية، مُرجعاً جميع أسباب التخلف في العالم العربي نتاج تمسكه بدينه وقيمه ومبادئه، ومنبهراً بالغرب وحضارته، وغير قادر على إيجاد حل لما تعانيه الأمة؛ فتعامى عن أسباب الفشل الحقيقية، إما استرواحاً للحل وإما لهدف وغاية ذاتية بعيدة عن الموضوعية، وإما لنظرة جزئية قاصرة عن اكتناه الحقيقة وكشف أغوار السبب الحقيقي المؤدى إلى تخلف الأمة، أو أثرة للسلامة والدعة وتسايراً مع الخط الرسمي الذي ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، والذي لبس ثوب الغرب والتطور إيهاما للناس بالتحديث؛ فدعا إلى التزام خط الغرب والسير على سنته وانتهاج نهجه؛ فلا سبيل في نظر هؤلاء للخروج بالأمة من أزمتها إلا باتباع الغرب تبعية كلية من قبيل "لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"، يقول أدونيس: مشروع الحداثة بكامله فشل في المجتمع العربي. وأكبر دليل على فشله هو أننا أخذنا منجزات العقل الغربي ورفضنا مبادئ هذا العقل: (أبو فخر ص 91، 2000م) في المقابل ظهر من الناس من رأى أن الدول العربية أصبحت تتفلت من قيم الإسلام، وتبتعد عن مبادئه في جميع شؤون الحياة؛ بدءاً من الحكم وانتهاء بالحياة اليومية للفرد المسلم، مع هجمة عنيفة داخلية وخارجية على الإسلام، وعداء صريح من الغرب، وهجمة عسكرية عشواء؛ أبانت في السنوات الأخيرة خاصة ما تحت إيهاب النعجة من ذئاب كاسرة، ومخالب ناخرة؛ بدعم صريح لأعداء الأمة الصهاينة، وهجمة عسكرية على بلدان عربية وإسلامية وخطاب غربي معاد للإسلام، ومظهر ما كان يخفيه عن مبادئه وكتابه ورسوله؛ فاشتعلت الغيرة في قلوب هؤلاء، ورأوا أن الغرب يتقصد الدول العربية والإسلامية، ويهدف إلى محاربة الإسلام وقيمه، وينتقص من الأمة ودينها وقيمها مستخفاً بكل الأعراف الإنسانية؛ فهو يتعامل مع المسلمين وكأنهم داء يجب التخلص منه، ومن هنا فقد أعلن هؤلاء حرباً على أعداء الأمة أدى إلى توجه غير حميد من قبل بعضهم الذين شملت عندهم ساحة القتال ديار المسلمين، ودخلوا بين الأبرياء قتلاً وهتكاً بحجة الدفاع عن الدين والقيم والاعتقاد؛ فظهر نوع من التطرف غير المحمود، شوه صورة الإسلام وعقيدته السمحة. في ظل هذا العالم المائج بالتحديات التي أغرقت بأمواجها الطاغية الأخضر واليابس، وأبانت عن تحد كبير يواجه المؤسسات التربوية الصادقة؛ والتي همها في الدرجة الأولى انتشال عالمنا العربي من بحر الخلاف والصراع والتخلف والتبعية الذي يعيشه في ظل انهزامية فاضحة من بعض المنتسبين لهذه الأمة، وتطرف مذموم من آخرين، وانتشال الجيل القادم من الذوبان الكلي عن قيمه ومبادئه وعقيدته، وانتشاله من الجهة الأخرى من مغبة الولوج في عالم الفهم الخاطئ لمبادئ الدين؛ وخاصة تلك المتعلقة بالجهاد، وقتال الآخرين، والتعامل مع الخصوم، واستيعاب الخلاف والمقدرة على التعامل مع المستجدات وفق مبدأ الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو بها أحق، مع المحافظة على شخصية الأمة المستقلة وتنمية مقدرتها على الإبداع والإنتاج لإخراجها من دوامة التبعية المقيتة، والتي شملت جميع مناحي الحياة. ومن هذا المبدأ كان لزاماً على المؤسسات المعنية بشؤون التعليم في عالمنا العربي أن تراجع خططها من جديد؛ فليس صحيحاً ما نراه من ابتعاد كثير من هذه المؤسسات هجرها تعليم القيم الدينية والاعتقادية السليمة؛ والتي من شأنها المحافظة على الجيل من الانخراط خلف الشعارات الزائفة اللي يرفعها كثير من المنتسبين، للإسلام؛ والإسلام منها براء. ولما رأى الباحث ذلك القصور الواضح في فهم مؤسسات التعليم في العالم العربي في الموازنة بين الأصالة والمعاصرة، وابتعاد المناهج في عالمنا العربي كل البعد عن القيم الإسلامية والعربية، واعتمادها على أنظمة مستوردة من الخارج لا تتناسب وطبيعة الحياة الاجتماعية العربية أراد أن يقدم مقترحات ترشد إلى الوسطية المطلوبة في الموازنة بين متطلبات الدين والقيم الاجتماعية العربية، وبين متطلبات التحديث والتطوير.