ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التمرد الدولي على الهيمنة الأمريكية

المصدر: التقرير الاستراتيجي الرابع الصادر عن مجلة البيان: العالم الإسلامي عوامل النهضة وآفاق البناء
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: عبدالفتاح، بشير (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير 4
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2007
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 4
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1428
الصفحات: 501 - 525
رقم MD: 453872
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

40

حفظ في:
المستخلص: يعود النزوع الأمريكي نحو الهيمنة على العالم الى أكثر من قرن مضى، مع تنامي شعور الأمريكيين بتعاظم قوة بلادهم، وتفننت دوائر سياسية وبحثية أمريكية عديدة في تبرير ذلك النزوع المستمر نحو الهيمنة على العالم بشتى الطرق الحضارية وغيرها. وتعتبر دول أمريكا اللاتينية من أبرز نماذج التمرد الدولي على الهيمنة الامريكية، وتجلت ملامح هذا التمرد في مناسبات عدة، كفتح هذه الدول لأبوابها أمام الوجود الصيني اقتصاديا وثقافيا، بالرغم من الاستياء الأمريكي، وأيضا رفضها لإبرام اتفاقية إقامة منطقة التجارة الحرة في أمريكا الوسطى، ولم تستطع واشنطن مناهضة هذا التيار المعارض للهيمنة الأمريكية. ولكوريا الشمالية تاريخ طويل مع التمرد على الهيمنة الأمريكية، فلقد جاء بحث كوريا الشمالية عن ركائز قوة تخول لها الوقوف أمام ما تعتبره تهديدا أمريكيا، فكان اتجاهها نحو امتلاك السلاح النووي والصواريخ الباليستية، ولقد أسهمت إدارة بوش بسياساتها العدوانية ونزوعها نحو الهيمنة في تعزيز دوافع كوريا الشمالية نحو امتلاك هذه القوة. ولقد برزت في الأفق مساعي بعض زعماء دول أمريكا اللاتينية للتقارب مع الدول العربية والإسلامية، في حين أن التوجه العربي الإسلامي نحو العالم اللاتيني فيما مضى كان اضطراريا اقتضته الظروف في حينها، فالحضور العربي مع دول أمريكا اللاتينية كان متواضعا على المستويين الرسمي والشعبي. والهيمنة الأمريكية على العالم العربي والإسلام تعود بجذورها إلى التغلغل الأمريكي في العالم العربي والإسلامي منذ أربعينيات القرن الماضي، وحاولت الإدارة الأمريكية تطويع الإسلام بتغييره؛ لأنها اعتبرته جهاديا ومعاديا للغرب وحضارته، واستبداله بإسلام أقرب ما يكون إلى المسيحية الغربية الإصلاحية. ظهرت نوايا واشنطن السيئة تجاه الإسلام والمسلمين؛ إذ إنها تريد تبديد قدرة المسلمين على التصدي لهيمنتها على العالم، ولذا فإنه يتعين على المسلمين استنهاض الهمم، وتوحيد الجهود، وحشد الطاقات للمواجهة، كما أن الدفاع لن يكون بالقوة العسكرية أو الاقتصادية فحسب، وإنما هو بالأساس جهاد ديني وحضاري، فعلينا أن نعيد الوحدة والاعتدال والشفافية والوسطية إلى ديننا؛ حتى تتنامى مناعته الذاتية ضد مساعي الاختراق والتشويه الأمريكية.