ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الاستشراق بين الرؤية الذاتية و الواقع الموضوعي

المصدر: رؤى استراتيجية
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
المؤلف الرئيسي: مراد، بركات محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 1, ع 2
محكمة: نعم
الدولة: الإمارات
التاريخ الميلادي: 2013
الشهر: مارس
الصفحات: 128 - 155
ISSN: 2305-9303
رقم MD: 482900
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

49

حفظ في:
المستخلص: تشكل العلاقة الثقافية والفكرية بين الشرق والغرب، إحدى أهم القضايا التي أثارت، وماتزال، جدلاً واسعاً في الساحة الثقافية، وقد أفرز هذا الجدل حول ظاهرة الاستشراق اتجاهين اثنين في تفسير تلك العلاقة. الاتجاه الأوًل أقام فصلاً بنيويا وعقليا وثقافيا بين الشرق والغرب، وجعل من الغرب محورا للعالم كله، و"مركز اســتقطاب" يتم قياس الشرق بمقيًاسه. ويًنحو هذًا الاتجاه في دراسته للشرق إلى استغلاله والسيًطرة عليه. أما الاتجاه الثاني فهو اتجاه إنســاني، لا يرى أي اختلاف جوهري بين الشرق والغرب، ويعد الحضارة الإنسانية نتيجة لإسهامات شعوب عديدة في مراحل تاريخية مختلفة، ويؤمن بأن الحضارات عبارة عن مجموعة من تراكمات معارف وعلوم وآداب وفنون وتجارب لشعوب العالم أجمع. وإذا كان هناك فرق بين ثقافة الشرق وثقافة الغرب، فإنه يعود إلى أسباب اجتماعية وسياسية تتعلق بتأثير ظروف الأمم وأوضاعها في ثقافتها وطرق تفكيرها في قضايا الحياة ومشكلات الوجود. وتعود خطورة الاتجاه الأول إلى أن رؤيته للشرق لا تعدو كونه موضوعاً للسيطرة الفكرية والثقافية، من أجل استغلاله والهيمنة عليه. أما أهمية الاتجاه الثاني فتعود إلى كونه اتجاها إنسانيا موضوعيا، يحاول معرفة الشرق فكرياً وثقافيا وفنيا بما يساعد على تأصيل المعرفة به ومحاولة التواصل معه. وًمن هناً نقوم بدرًاسة ظاهرة الاستشراق؛ تلك الظاهرًةً الثقاًفية التي استغرقت أكثر من قرنين من الزمان، لا على أساس أنها دراسة توجهها نزعة الإدانة أو الرفض، أو نزعة القبول لما يردده بعض المستشرقين من آراء ومقولات من أجل السيطرة على الشرق عامة والإسلام خاصة، أو تشويهه أو الهيمنة عليه. ونحن في هذه الدراسة نحاول الاقتراب من رؤية موضوعية أو شبه موضوعية لهذه الظاهرة التي أفرزت جهودا علمية وأدبية وفنية لا يمكن التقليل من شأنها أو الاستهانة بها. ومن الجدير بالذكر أن هذه الجهود كشفت عن كنوز فًكرية وثقافية وفنية دفينة عند العرب والمسلمين، وساعدت على إلقاء مزيد من الضوء على الهوية العربية والإسلامية، ومن ثم أسهمت في النضج الفكري والوعي بالذات لدى العرب والمسلمين في العصر الحديث. ومن أجل تلك الرؤية الموضوعية، سنحاول الموازنة بين كل تلك الجهود العلمية والثقافية، وسنتناول بمنهج تحليلي نقدي تلك الجهود الاستشرافية في جوانبها السلبية والإيجابية، وفي مراحل تطورها ونموها واكتمالها. وقد خضعت جهود الاستشراق لكثير من الدراسات النقدية من قبل مفكرين عرب ومسلمين كُثر في العصر الحديث ممن يعُتد بآرائهم، كما خضعت لاستدراكات كثير من المستشرقين المنصفين الذين نستشهد بهم وبكتاباتهم.

ISSN: 2305-9303

عناصر مشابهة