المستخلص: |
تعتبر القيم الخلقية من الدعائم الأساسية لتماسك المجتمع وتحقيق الأمن والاتزان الداخلي للأفراد , وتوفير الاتساق بين استجابات الأفراد , وتلاشي الصراع الثقافي داخل المجتمع ؛ فهي بواعث وضوابط وموجهات ومعايير للسلوك الإنساني . ونتيجة لما تتمتع به القيم الخلقية من مكانة بارزة في سلم القيم وفي حياة الفرد والمجتمع تأتي أهمية تنميتها لدى الأبناء الذين اعتمد المجتمع في غرس القيم الخلقية لديهم على المدرسة بالدرجة الأولى ؛ حيث أنها تمثل الأداة الرسمية والمعلنة وصاحبة التخصص في تنمية القيم الخلقية لدى الأبناء لاسيما في ذلك المدرسة الإعدادية التي تمثل نهاية التعليم الإلزامي , بالإضافة إلى الطبيعة الخاصة للمرحلة العمرية لتلاميذها وما يتمتعون به من خصائص ومهام النمو الخاصة بهذه المرحلة العمرية , مما يجعل لتلاميذ التعليم الإعدادي أهمية خاصة في اكتساب وتنمية القيم الخلقية ؛ وذلك للوقاية من مخاطر مراحل النمو التالية , ولعلاج السلوكيات الخاطئة التي ظهرت في هذه المرحلة العمرية عند تلاميذ التعليم الإعدادي والتي أشارت إليها العديد من الدراسات , حيث عزت هذه الدراسات تلك السلوكيات الخاطئة إلى ضعف الجانب الخلقي في المرحلة العمرية لتلاميذ التعليم الإعدادي . * مشكلة الدراسة :- مما سبق تتضح خطورة المرحلة العمرية لتلاميذ التعليم الإعدادي وما يرتبط بها من سلوكيات خاطئة ولاأخلاقية مما يدعونا إلى الوقوف على القيم الخلقية اللازمة لهذه المرحلة لعلاج مثل هذه السلوكيات الخاطئة , وإثراء وتدعيم السلوكيات الصحيحة , بالإضافة إلى معرفة مدى توفر القيم الخلقية لدى تلاميذ التعليم الإعدادي , وبالتالي يمكن بلورة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي : ما واقع القيم الخلقية لدى تلاميذ التعليم الإعدادي ؟ ويمكن الإجابة على هذا السؤال من خلال الإجابة على الأسئلة الفرعية التالية : 1) ما طبيعة القيم الخلقية وما أهميتها وخصائصها ؟ 2) ما دور التعليم الإعدادي في إكساب القيم الخلقية للتلاميذ ؟ 3) ما القيم الخلقية التي ينبغي توافرها لدى تلاميذ التعليم الإعدادي ؟ 4) إلى أي مدى تتوفر القيم الخلقية لدى تلاميذ التعليم الإعدادي وما علاقتها بمتغيري النوع (بنين-بنات) والمنطقة الجغرافية (المحافظة التي يقيم فيها التلميذ) ؟ 5) ما المقترحات التي تسهم في تنمية القيم الخلقية لدى تلاميذ التعليم الإعدادي ؟ *هدف الدراسة :- تهدف الدراسة إلى التعرف على القيم الخلقية الواجب إكسابها وتنميتها لدى التلاميذ في التعليم الإعدادي , بالإضافة إلى التعرف عن مدى توفر هذه القيم لدى تلاميذ تلك المرحلة العمرية , وفضلا عن ذلك تهدف الدراسة إلى معرفة تأثر توفر القيم الخلقية لدى تلاميذ التعليم الإعدادي ببعض المتغيرات كالنوع والمنطقة الجغرافية. *أهمية الدراسة : تتضح أهمية الدراسة الحالية من خلال ما يلي : 1. تأخذ هذه الدراسة أهميتها من طبيعة الحركة المعاصرة للعلم والمعرفة , فنحن نعيش عصر السرعة الهائلة في توليد المعرفة وانتقالها وعمق تأثير التيارات الثقافية التي تصحب هذه الظاهرة على أبناء المجتمع لاسيما في مرحلة المراهقة . وأن أول ما يتعرض للتغيير نتيجة لهذه التيارات الثقافية هي القيم الخلقية , مما يستتبع التخلي عن بعض القيم والتحلي أو اكتساب قيم جديدة . 2. كما تحاول الدراسة التأكيد على أهمية القيم الخلقية الإسلامية وأولوية تطبيقها عن غيرها وأنها من أهم أساليب العلاج والوقاية للأبناء في العصر الذي نعيش فيه . 3. تحاول الدراسة أيضا تشخيص واقع القيم الخلقية لدى تلاميذ التعليم الإعدادي وتحديد مواطن القوة والضعف في البناء القيمي لديهم بهدف مساعدتهم على النمو الخلقي السليم والمتوازن . 4. تعمل الدراسة على إبراز القيم الخلقية لدى التلاميذ وبالتالي الحد من السلوكيات الخاطئة واللاأخلاقية عندهم والتقليل من الشكاية في المجتمع من هذه السلوكيات . 5. تخدم الدراسة العاملين بمجال التعليم عموما والتعليم الإعدادي خاصة من مخططين وواضعي المناهج والسياسة التعليمية بالإضافة إلى العاملين داخل المدارس الإعدادية , وتساعدهم على تنمية القيم الخلقية لدى التلاميذ . منهج الدراسة وأدواتها : تستخدم الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي هو عبارة عن استقصاء ينصب على ظاهرة من الظواهر التربوية كما هي قائمة في الحاضر بقصد تشخيصها وكشف جوانبها وتحديد العلاقات بين عناصرها أو بينها وبين ظواهر تربوية أخرى ؛ حيث يتم دراسة التعليم الإعدادي بهدف التعرف على واقع القيم الخلقية لدى تلاميذه . تستخدم الدراسة أداتين من أدوات المنهج ألوصفي وهما : 1) استطلاع الرأي : يقدم إلى مجموعة الخبراء في التربية للتعرف على القيم الخلقية التي ينبغي توافرها لدى تلاميذ التعليم الإعدادي . 2) مقياس القيم الخلقية وهو عبارة عن مقياس القيم الخلقية يقدم إلى عينة التلاميذ بالتعليم الإعدادي للتعرف على مدى توافر القيم الخلقية لدى هؤلاء التلاميذ . عينة الدراسة : عينة من تلاميذ التعليم الإعدادي للوقوف على مدى توفر القيم الخلقية التي يرى الخبراء أهمية توافرها لدى هؤلاء التلاميذ , ويقدم لهم مقياس القيم الخلقية للتعرف على ذلك , مع مراعاة أن تمثل عينة الدراسة المجتمع الأصلي وأن يراعى فيها توفر متغيري الدراسة بحيث يكون نصفها من البنين والنصف الآخر من البنات , كما تكون موزعة بالتساوي ما أمكن على المناطق الجغرافية المختارة (الإسكندرية , الجيزة , الغربية , بني سويف) . حدود الدراسة : تقتصر الدراسة على مدارس التعليم الإعدادي العامة التابعة لوزارة التربية والتعليم , كما أنها في تناولها للقيم الخلقية تقتصر على القيم الخلقية من المنظور الإسلامي دون التعرض للقيم الخلقية في الفلسفات والنظريات الأخرى . الفروض البحثية للدراسة : 1- لا تختلف استجابات عينة التلاميذ بالتعليم الإعدادي على مقياس القيم الخلقية باختلاف النوع (بنين – بنات) 2- لا تختلف استجابات عينة التلاميذ بالتعليم الإعدادي على مقياس القيم الخلقية باختلاف المنطقة الجغرافية (الإسكندرية – الجيزة – الغربية – بني سويف) 3- لا تختلف الأنساق القيمة للتلاميذ عينة البحث نتيجة لاستجاباتهم على مقياس القيم الخلقية باختلاف متغيري الدراسة (النوع – المنطقة الجغرافية). مصطلح الدراسة : القيم الخلقية : هي مبادئ وقواعد وضوابط ومعايير مصدرها الإسلام مبنية على إدراك الخير والشر يعتقدها الإنسان عن تعرف تام واقتناع , وتظهر في سلوكه بصورة مطردة وإرادية راسخة , ويمكن في ضوءها الحكم على الأفعال وتقويمها , ويسعى الإنسان من خلالها إلى تحقيق غايات وجوده . خطة الدراسة : تشمل الدراسة على الفصول التالية : الفصل الأول - مدخل الدراسة , ويضم مشكلة الدراسة والهدف والأهمي
|