المؤلف الرئيسي: | شادي، أحمد الصاوي طه (مؤلف) |
---|---|
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Shadi, Ahmed Al-Sawi Taha |
مؤلفين آخرين: | الصاوي، محمد وجيه زكي (مشرف) , محمد، عبدالقوي عبدالغني (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
موقع: | القاهرة |
التاريخ الهجري: | 1428 |
الصفحات: | 1 - 317 |
رقم MD: | 552484 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة ماجستير |
الجامعة: | جامعة الازهر |
الكلية: | كلية التربية |
الدولة: | مصر |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
استهدفت الدراسة التعرف على ملامح تربية المؤرخين المسلمين في العصر المملوكي، عن طريق دراسة نشأة وتطور المؤرخين المسلمين في العصر المملوكي، وتوضيح العوامل المؤثرة في الإعداد العلمي لهم، وتحديد أبعاد المنهج التي استخدموها في تدوين كتاباتهم التاريخية، كذلك التعرف على جوانب المنهج الذي استخدمه هؤلاء المؤرخون في نقد الروايات التاريخية، وقد استخدم الباحث في دراسته المنهج التاريخي الذي يعتمد على جمع المادة العلمية من مصادرها الأولية، وتناولها بالتفسير، والتحليل، والنقد، وذلك للتعرف على أحوال وظروف المجتمع الذي عاش فيه المؤرخون المسلمون، وتَقَصِّي سِيَر حياة ونشأة المؤرخين المسلمين من خلال المخطوطات، وكتب التراجم والطبقات، والمراجع والدراسات، والأبحاث ذات الصلة بالموضوع، كما استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي الذي يركز على جمع المعلومات وتحليلها، لمعرفه دلالتها واستنباط معانيها، وذلك لأن المنهج الوصفي التحليلي يُمَكِّنُ من دراسة الواقع وجوانبه، ويسهل تفسيره، كما يحدد ويهتم بالممارسات الشائعة، والمعتقدات والاتجاهات، وطرائق النمو والتطور عند الأفراد والجماعات. أما عن حدود الدراسة فقد اقتصر الباحث في حده الزمني على العصر المملوكي في الفترة الواقعة بين (648 - 923هـ / 1250 – 1517م)، وذلك لعدة اعتبارات، أهمها: ـ تصنيف الكثير من الباحثين لهذا العصر بأنه عصر الازدهار الثاني للثقافة الإسلامية بعد العصر العباسي الأول. ـ ازدهار علم التاريخ في ذلك العصر وظهور عدد كبير من المؤرخين البارزين الذين أثروا المكتبة العربية بالمصنفات والموسوعات التاريخية الرائعة، والتي وصل إلينا معظمها وتم تحقيقه وطباعته. ـ ما تواجهه الأمة الإسلامية حاليًا من نكبات ونوازل وأحزاب تشبه إلى حد كبير العصر المملوكي، والذي واجه طوال تاريخه الحروب الطاحنة مع الصليبيين والتتار والعثمانيين. على حين اقتصر الباحث في حده الموضوعي على أربعة مؤرخين، هم: الذهبي وابن خلدون وابن حجر والسيوطي، لاعتبارات عدة، أهمها: ـ اتساع وتداخل المدى الزمني الذي عاش فيه هؤلاء المؤرخون ليشمل العصر المملوكي كله؛ فالذهبي عاش بين أعوام (673 / 748هـ)، وابن خلدون عاش بين أعوام (732 / 808هـ)، وابن حجر عاش بين أعوام (773 / 852هـ)، والسيوطي عاش بين أعوام (849 / 911هـ)، على حين امتد العصر المملوكي من (648هـ إلى 923هـ)، الأمر الذي أتاح أن تغطي كتاباتهم التاريخية العصر المملوكي كله تقريبًا. ـ تنوع اتجاهات ومناهج هؤلاء المؤرخين الأربعة لتشمل معظم جوانب التصنيف التاريخي، فبينما اشتهر الذهبي وابن حجر بالتأريخ السياسي وتأليف الكتب في التراجم والطبقات، اهتم ابن خلدون بتأريخ السير الذاتية، والتأريخ الاجتماعي، ووضع النظريات الفلسفية في التاريخ، واشتهر السيوطي بالتأريخ الموضوعي والتأريخ المحلِّي فكان أبرز المؤرخين المسلمين الذين أحبوا مصر وتاريخها وتميزت كتاباتهم عنها بالتخصص والوطنية الجارفة. ـ تنوع المنطلقات الفكرية لهؤلاء المؤرخين في عنايتهم بالتاريخ، فعلى حين انطلق الذهبي وابن حجر والسيوطي في عنايتهم بالتاريخ من تكوينهم الفكري المتصل بدراسة الحديث النبوي الشريف وروايته ودرايته، الذي يؤكد على ضرورة تبيين أحوال الرواة ودرجة الوثوق بهم بتمييز الصادقين منهم عن الكاذبين، انطلق ابن خلدون في دراسته للنقد التاريخي متأثراً بدراسته للعلوم الحكمية والفلسفية، ومغامراته السياسية، وتجاربه ومشاهداته الشخصية، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في تمكنه من وضع العديد من النظريات الفلسفية والقوانين الاجتماعية في علم التاريخ. وفي ضوء الأهداف أتت الدراسة متضمنة لسبعة فصول: الفصل الأول: الإطار العام للدراسة، ويتضمن مقدمة الدراسة، ومشكلتها، وأهدافها، وأهميتها، وحدودها، ومنهجها، وخطوات السير فيها، ومصطلحاتها، والدراسات السابقة. الفصل الثاني: مجتمع العصر المملوكي، وقد تعرض فيه الباحث لحركة المجتمع في عدة جوانب منها، السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي، الديني، وبيان تأثيرها وتأثرها بالجانب التربوي سواء على مستوى الفكر أم الممارسة والتطبيقات. الفصل الثالث: نشأة المؤرخين المسلمين في العصر المملوكي وتطور حياتهم، وتعرض فيه الباحث لمكانة علم التاريخ وطبيعته عند المؤرخين المسلمين، وأدوات وروافد تحصيل المعرفة التاريخية عند المؤرخين المسلمين، وجوانب تربية شخصية المؤرخ المسلم في العصر المملوكي، ومؤسسات تربية المؤرخين المسلمين في العصر المملوكي. الفصل الرابع: الإعداد العلمي للمؤرخين المسلمين في العصر المملوكي، وقد ركز هذا الفصل على العوامل المؤثرة في الإعداد العلمي للمؤرخ المسلم في ذلك العصر، وتضمنت: سمات المؤرخ ومواهبه، والثقافة الذاتية للمؤرخ، والعلاقات الشخصية للمؤرخ، وموقف المؤرخ من بعض العلوم، وتعصب المـؤرخ لمذهب معين، وتعرض المؤرخ لبعـض النكبات، كما شمل كذلك أساليب الإعداد العلمي لمؤرخ ذلك العصر وتضمنت هذه الأساليب: الرحلة في طلب العلم، والقراءة على الشيوخ، والمراسلة، والمناظرة والجدال، والسؤال والجواب، والملازمة والمصاحبة. الفصل الخامس: مناهج المؤرخين المسلمين في البحث والتدوين التاريخي، وقد تضمن هذا الفصل: منهج المؤرخ المسلم في التدوين التاريخي، واتجاهات البحث التاريخي عند مؤرخي العصر المملوكي، ومنهج المؤرخ المسلم في التعامل مع الموارد وطرق النقل منها. الفصل السادس: منهج النقد التاريخي عند مؤرخي العصر المملوكي، وعرض فيه الباحث لماهية منهج النقد التاريخي، ودواعي الاهتمام بالنقد التاريخي، وأنواع النقد وأساليبه التي مارسها مؤرخو العصر المملوكي. ثم عرض الباحث في الفصل السابع نتائج بحثه، والتي كان من أهمها: أولاً: أن مؤرخي العصر المملوكي تمتعوا بشهرة واسعة بلغت الآفاق وتخطت الحدود بين الدول، فكان بعض حكام البلاد ـ حتى التي كانت ترتبط بدولة المماليك بروابط عدائيـة ـ يسألون أثناء المراسلات بين الدولتين عن هؤلاء المؤرخين ويحمدون الله تعالى على بقائهم بخير، وكان بعضهم يُكتب إليه بطلب الفتوى من بلد مجاور، كما كان لبعض المؤلفـات التاريخيـة من الشهرة الحظ الموفـور في الشرق والغرب. ثانيـاً: أن علم التاريخ كان أبرز العلوم في عصر سلاطين المماليك، إذ ظهر فيه عدد كبير من المؤرخين الذين خَلَّفُوا تراثاً ضخماً في ذلك العلم فصنف البعض منهم في السِّير المفردة، ووجه البعض نشاطهم نحو تأليف كتب التراجم والطبقات، وهناك فريق من مؤرخي ذلك العصر اختاروا أن يؤلفوا عن بلد معين أو دولة بعينها، وبرز في هذا العصر مؤرخون أحبوا مصر وتاريخها وتميزت كتاباتهم بالوطنية الجارفة، فأبرزوا في مؤلفاتهم أعلام مصر وما تمتاز به دون سائر الأمم. ثالثـاً: أن لأوضاع الأسرة وظروفها الاجتماعية والعقائدية والأخلاقية والسلوكية والاقتصادية وغيرها، طابعها وآثارها الأساسية في تكوين شخصية المؤرخ ونمو ذاته في مرحلة الطفولة، وهو ما انعكس بالإيجاب على تفكيره وعواطفه ومشاعره واحساساته ووجدانه وسلوكه وجميع تصرفاته. رابعـًا: أن تمتع أسرة المؤرخ بمستوى ثقافي وتعليمي متميز، كان له كبير الأثر في تربية مؤرخ ذلك العصر، وتمثل ذلك في حرص الآباء والأجداد وغيرهم من أفراد الأسرة على تعليم الطفل بنفسه، وإحضار أبنائهم مجالس العلم وهم صغار دون سن التمييز، ومصاحبتهم لهم في رحلاتهم ومجاوراتهم العلمية، حتى يعتاد الطفل منذ الصغر حب العلم والصبر عليه، فيكتسب قوة الإرادة، والقدرة على تحمل مشاق السفر، وهمة الارتحال في طلبه للعلوم والمعارف. خامسًا: أن اهتمام الأسرة الثقافي وشهرتها في مجال التصنيف والتعليم، كان له كبير الأثر في تشكيل وتكوين شخصية المؤرخ منذ الصغر من الناحيتين النفسية والوجدانية، وتمثل ذلك في شغف المؤرخ بِتَمَثُّل تاريخ هؤلاء الآباء والأجداد بدافع الإعجاب والانبهار. سادسا: تمتع مؤرخي ذلك العصر بالعديد من الكفايات، والمواهب الذاتية، والتي أهلتهم لتولي العديد من الولايات، والمناصب الرفيعة: مثل القضاء، والشرطة، والسفارة، والحجابة، والتدريس بأكبر المدارس، مثل سمات: حسن الهيئة، وجمال الصورة، وسعة المعرفة، واللسان الفصيح البليغ، والاعتداد بالنفس، والتي أكسبت المؤرخ مهابة ووقاراً، فاشتهر كرجل علم لا يتاجر بعلمه، مما لفت أنظار السلاطين، وجذب اهتمام الأمراء والحكام إلى شخصية مؤرخ ذلك العصر وهو ما بدا واضحا في اختيار جميع مؤرخي البحث لتولي العديد من المناصب والولايات الهامة في الدولة، كما أن هذه الصفات جعلت المؤرخ متفرداً، ومتحرراً، ومخالفاً لعلماء عصره، وما قبل عصره، في الأساليب الفكرية، والتطبيقات العملية. سابعًا: حرص مؤرخ ذلك العصر على التعلم الذاتي والقراءة المستمرة وهو ما يسمى في العصر الحالي بالتعلم المستمر، حيث أظهر المؤرخون المسلمون إدراكاً كبيراً لأهمية التثقيف الذاتي، وأبدوا حرصاً فائقًا على الاطلاع الخارجي، والذهاب إلى المكتبات وغيرها، والتي كانت أحد أهم مصادر فكرهم ومنابع ثقافتهم. ثامنـاً: حرص مؤرخ ذلك العصر على استخدام العديد من أساليب الإعداد العلمي التي كانت سائدةً في ذلك العصر، مثل: الرحلات التعليمية، القراءة على الشيوخ، المراسلة، المناظرة والجدال، السؤال والجواب، الملازمة والمصاحبة. تاسعـاً: حرص مؤرخ ذلك العصر على تنويع ثقافته بالإطلاع على مساحات واسعة من حقول المعرفة البشرية والتي لا تتيسر لطالب الفروع الأخرى بسبب عدم أهميتها له، ولذا وُجِدَ أن جميـع المؤرخين المسلمين ـ بلا استثناء ـ كانوا علماء متنوعي التخصصات فلم يقتصروا على التاريخ فقط، وأصدق وصف لهم يمكن أن يقال: إن المؤرخين المسلمين في العصر المملوكي هم: (علماء موسوعيون برزوا في علم التاريخ). عاشرًا: انطلق الذهبي وابن حجر والسيوطي في عنايتهم بالنقد والاهتمام به من تكوينهم الفكري المتصل بدراسة الحديث النبوي الشريف وروايته ودرايته، الذي يؤكد على ضرورة تبيين أحوال الرواة ودرجة الوثوق بهم بتمييز الصادقين منهم عن الكاذبين، على حين انطلق ابن خلدون في دراسته للنقد التاريخي متأثراً بدراسته للعلوم الحكمية والفلسفية، ومغامراته السياسية، وتجاربه ومشاهداته الشخصية، وعلاقاته بشيوخ العلوم العقلية في عصره مثل (الآبلي), الأمر الذي كان له أكبر الأثر في تمكنه من وضع نظريات فلسفية في النقد التاريخي. حادي عشر: وُجِِدَ أن هناك تفاوتاً واضحاً بين مؤرخي العصر المملوكي في الاهتمام بمجالات النقد وأساليبه، فعلى حين عُنِيَ الذهبي وابن حجر والسيوطي، بنقد المترجمين وتبيان أحوالهم، وإصدار الأحكام والتقويمات التاريخية عليهم، والعناية بنقد الروايات التي وُجِدَ مجالاً للنقد فيها، اقتصر ابن خلدون في مجال اهتماماته النقدية على مجال الروايات التاريخية فقط، وربما كان السبب في ذلك هو أنه لم يكن محدِّثا بالدرجة الأولى كسابقيه، وتوجهه منذ نضج عقليته التاريخية إلى وضع نظريات وقوانين للتأريخ ووضعها موضع التطبيق، فضلاً عن نظرته المبتكرة إلى التاريخ من الزاوية الاجتماعية. |
---|