| المستخلص: |
تعد قضية الإمامة بمثابة الركن الركين، والأصل المحوري الذي انبثق عنه المذهب الشيعي بأكمله، ودار في فلكه كل ما تبناه من آراء ومعتقدات، بحيث لا يتصور بقاء الفكر الإمامي الإثنى عشري إذا انهار هذا الأصل، أو تبين عدم صحته، وقد تفرع عن قولهم بالإمامة عدد كبير من المعتقدات والأصول الأساسية في المذهب، والتي استمات القوم في محاولة التدليل على صحتها وإقامة البراهين المعضدة لها، ولما كانت نصوص القرآن والسنة لا تشهد بحال لمعتقد الاثنى عشرية في الإمامة فقد عولوا على التأويل وتعسفوا في ذلك غاية التعسف دون ضابط أو قيد حتى كاد القرآن بأكمله أن يؤول لهذا الغرض. وقد ارتبط التأويل عند الشيعة ارتباطا تاما بالأئمة، ودار حول نصوصهم، وانطلق منها إذ إنهم وحدهم- كما يعتقد الشيعة- المحيطون خبرا بتأويل جميع معاني آيات القرآن وأحاديث السنة، وأقوالهم في ذلك حجة معتبرة، يلزم قبولها والتسليم بما فيها، وإذا ما نقل عن أحد منهم تأويل فلا يسع الإمامي إلا اتباعه والتصديق بما فيه، وصرف النصوص عن ظواهرها لتتوافق معه، كما أن المعيار في الحكم على التأويل بالصحة أو البطلان هو مدى موافقته لأقوال الأئمة. ومن الواضح لمن يطالع تأويلات الاثنى عشرية أن القوم لم يلجؤوا لنصوص القرآن طالبين الهداية، وقاصدين الاسترشاد، ومتلقين لمعاني الآيات دون استصحاب معتقدات مسبقة وإنما توجهوا للآيات وهم متبنون لآراء ومعتقدات، ثم فتشوا في النصوص باحثين عما يمكن أن يؤيد معتقدهم كما أن تأويلاتهم قد أغفلت قواعد التفسير، وأصول التعامل مع آيات القرآن مثل مراعاة السياق والقرائن، وأسباب النزول، والمكي والمدني وغيرها من القواعد التي لا يمكن للمفسر أن يستغني عنها بحال، كما أن إهمالها يؤدي إلى الوقوع في الكثير من الأخطاء والآراء الشاذة. ونظرا لهذا الإرتباط الوثيق بين التأويل الشيعي الاثنى عشري وبين قضية الإمامة، فقد جعلنا دراستنا هذه في مبحثين: خصص أولهما لاستعراض الخطوط العامة لقضية الإمامة من حيث مفهومها ومكانتها، وحكم منكرها. ثم جاء المبحث الثاني ليتناول التأويل الشيعي من حيث مفهومه، والأسس التي اعتمد عليها، ولماذا أكثر الشيعة منه، مع استعراض نماذج لهذا التأويل الذي دار حول قضية الإمامة وما تفرع عنها من مسائل: كالرجعة، والغيبة، والمهدية، والتقية، والبداء، والموقف من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
The concept of Imamate (Imamah) constitutes the cornerstone or rather the foundational stone of Shiite doctrines in their entirety. It is around this concept that all adopted Shiite ideology and beliefs revolve. It is without the belief in Imamah that the extremist ideology of the Twelver Shiah collapses, if proven to be incorrect or its verisimilitude may have been rebutted. The Shiite ideology of Imamah has spawned a set of beliefs and cults within Shiism. Shiite scholars have, therefore, striven hard down history to validate the hypothesis of Imamah, exerting strenuous efforts to support its existence with all plausible evidence. However, the texts of the Qur'an and Muslim traditions handed down in Prophet Mohammed's Sunna do not support the Twelver Shia doctrine of Imamah in any way, so they heavily relied on exegesis and over-interpretation in an uncontrolled fashion, with the sky being their limit. They, therefore, have interpreted the Qur'an according to their own volition. Shiite exegesis has strongly been associated with the concept of Imamah, seeking help with texts of interpretation produced by their scholars. Shiite scholars believe that they are the only humans well versed in the exegsis of the Qur'an and the traditions of the Prophet (the Sunna). In addition, they believe that their views should be approached with the utmost veneration and respect to such an extent that these views cannot be apt to dubiety, and therefore, must be taken for granted by Shiah. They went even further to disregard the surface structure meanings of the Qur'anic texts to the good of their exegetic purposes, taking as their criterion of validation of these ideas the extent to which this interpretation may be commensurate with the sayings of their imams. It is patently clear for those who review the interpretations of the Twelver Shia cult that their scholars did not seek
|
