المستخلص: |
ما زال علم القراءات القرآنية ميداناً فسيحاً ومعيناً لا ينضب, وإن رغبتي الجامحة في الاطلاع على هذا العلم والاستزادة منه دفعتني إلى خوض غماره؛ ولأن تخصصي يسمح لي الربط بين القرآن الكريم واللغة العربية, ارتأيتُ أن أتناول كتاباً في اللغة لعالم شغل نفسه في التأليف والتصنيف, العالم النحوي ابن مالك –رحمه الله - ومن بين المؤلفات العديدة, دلّني أستاذي الدكتور "حسن الشاعر" على كتاب "شرح التسهيل تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد", الذي سجل فيه ابن مالك خلاصة تجاربه النحوية؛ فهو كتابه الأخير, غير أنّ الأجلَ المحتوم حال دون أن يكمله, فأكمل شرحه في الأبواب الأخيرة ابنه بدر الدين. وقد واجهتني بعض المعوِّقات بدءاً باختيار الكتاب المناسب لابن مالك ليكون موضوع البحث, ثمّ التنقيب عن نسخة أركن إليها في بحثي هذا, إلى أن وجدت بُغيتي في النسخة التي حققها عبدالرحمن السيد ومحمد بدوي المختون, دار هجَر في مصر. ووجدت من المصادر والمراجع ما يُشدّ به أزري في هذا البحث, ثم أخذت منها, مؤملاً الرجوع إلى بقيّتها في مراحل أخرى - إن شاء الله تعالى-. ويتناول هذا العمل موضوعاً مهمّاً يرتبط بكتاب الله, بعد أن بعُد كثير من الناس عنه, وقلّ دارسوه, موضوعَ الاستشهاد بالقراءات القرآنية في كتاب "شرح التسهيل" على الخصوص. وقد توصلت الدراسة إلى بعض التوصيات التي قد يستفيد منها باحث, منها: دراسة القراءات القرآنية الشاذة في كتب ابن مالك أهمِّها والمقارنة بينها. القراءات الشاذة عند القراء العشرة, ابن مالك وموقفه من المدارس النحوية, الخلافات المتحصَّلة بين كتابيْ: مغني اللبيب لابن هشام, وشرح التسهيل لابن مالك... . وقد قسمتُ هذا البحث إلى جانبين: الجانب النظري, والجانب العملي, وذلك على النحو التالي: الجانب النظري وفيه مطلبان: المطلب الأول: ابن مالك ومكانته العلمية وتنويه العلماء به, وذكر مؤلفاته, ونبذة عن كتابه "التسهيل", وخصائص مذهبه النحوي, وموقفه من المدارس النحوية, وموقف النحاة من القراءات القرآنية. المطلب الثاني: القراءات القرآنية, والقراء الأربعة عشر, وتسمية الشواذّ, وغيرها مما يتعلق بهذا العلم. الجانب العملي وفيه ثلاثة فصول: الفصل الأول: المستوى النحوي الفصل الثاني: المستويان الصرفي والصوتي الفصل الثالث: موقف ابن مالك الأندلسي من القراءات القرآنية. الملحق (جداول تختص بالقراءات المشهورة والقراءات موضع الشاهد)
|