المستخلص: |
تناولت الدراسة جانبا تطبيقيا من جوانب جغرافية المدن حيث اهتمت بتحديد نمط التوزيع الفعلي والأمثل لأحد المظاهر الهامة جداً والتي تتمحور حولها الحياة اليومية في المدن الإسلامية وهي مساجد الجمعة . ومن هنا كان موضوع الدراسة " التوزيع الجغرافي لمساجد الجمعة في مدينة جدة : دراسة حالة النطاق الإداري لبلدية العزيزية ". وتستهدف هذه الدراسة بشكل رئيسي إلى التعرف على خصائص وأنماط التوزيع الجغرافي للمساجد في أحياء بلدية العزيزية .كما ركزت على تحديد أهم العوامل المؤثرة في هذا التوزيع , والتعرف على الخصائص المكانية له ,وتقييم الطاقة الاستيعابية للمساجد وما يرتبط بها من خدمات أخرى مساندة.ومن ثم الوقوف على مدى كفاية هذه المساجد لخدمة سكان المنطقة.ولذلك فقد اتبعت الدراسة المنهج الوصفي لوصف الظاهرة كيفياً وكمياً, بالإضافة إلى استخدام منهج التحليل المكاني معتمدة على عدد من الأساليب كأسلوب التحليل الكارتوجرافي ,والأسلوب الإحصائي من خلال تطبيق العديد من الطرق الإحصائية لتحليل البيانات الأساسية واستخلاص النتائج بدقة. وقد اعتمدت هذه الدراسة بشكل أساسي على المعلومات التي جمعت من الميدان, وذلك من خلال اتخاذ الاستبانة أداة رئيسية لجمع البيانات بغية الوصول لتحقيق فرضيات الدراسة. وقد تم في هذه الدراسة إبراز تطور التوزيع العددي والمكاني لمساجد الجمعة خلال الفترة من(1393-1424هـ) .كذلك عمدت الدراسة إلى تحليل التوزيع الجغرافي للمساجد, وبينت أنماطها المكانية . هذا وقد أوضحت التحليلات الإحصائية للبيانات والمعلومات المتحصل عليها إلى أن هناك تباين في التوزيع العددي لهذه المساجد بين الأحياء وكذلك في أعداد السكان المخدومين, وفي متوسطات المساجد المخدومة. وتوصلت الدراسة إلى أهم العوامل التي أسهمت في اختيار المصلين لمساجد معينة للصلاة فيها. وفي ضوء نتائج البحث تم تحديد بعض التوصيات التي تؤكد على الخصوصية الدينية, وتؤكد على ضرورة رسم سياسات حضرية من شانها تنظيم توزيع المساجد على الأحياء السكنية بشكل متوازن بالقدر الذي يمكن الأفراد من أداء واجباتهم الدينية بيسر وسهولة.
|