| المستخلص: |
لقد تم إجراء دراسة متكاملة جيوفيزيائية وهيدرولوجية وجيوكيميائية من خلال تطبيق طريقتي المقاطع الجيوكهربائية ثنائية البعد والسبر الجيوكهربائي العمودي للخزان الجوفي الساحلي في المنطقة الجنوبية لقطاع غزة (محافظتي رفح وخان يونس) لتحليل التكوينات الجيولوجية التحت سطحية وتحديد تداخل مياه البحر مع المياه العذبة في المنطقة الساحلية لمنطقة الدراسة. ونظرا لقلة الدراسات الجيوفيزيائية في قطاع غزة حول تداخل مياه البحر بالمياه الجوفية، فإن هذه الدراسة هدفت إلى تطبيق الدراسة الهيدروجيوفيزيائية وتطوير نهج لدراسة تداخل مياه البحر وأثاره على جودة المياه الجوفية، والتي بدورها تسهم في رسم خارطة تحت سطحية لتوزيع الملوحة. لقد تم إجراء 14 سبر جيوكهربائي عمودي باستخدام ترتيب شلمبرجير باستخدام جهاز Syscal RI لتحديد أعماق وسماكة وعدد الطبقات الأرضية على طول امتداد بحد أقصى AB/2=200. وتم تفسير المنحنيات الحقلية آليا باستخدام برنامج (IPI2 win). وتم إجراء 83 خط جيوكهربائي ثنائي البعد 2D باستخدام ترتيب (وينر- شلمبرجير) موزعة على 17 مقطع وكان عدد الأقطاب المستخدمة 24 قطب والمسافة بين الأقطاب المتتالية هي 5 م، بإجمالي طول خط المسح يساوي 125 م ويمتد المقطع من (0.8-1) كم من الغرب إلى الشرق بشكل متعامد على الشاطئ ما أمكن، وتم تفسير المسح ثنائي البعد باستخدام برنامج Res2dinv. إن بيانات المقاومة الكهربائية المقاسة لمنطقة الدراسة أظهرت تطابقا جيدا مع المعلومات التي تم الحصول عليها من 12 بئر مياه الخاص بوصف الطبقات الصخرية و10 آبار زراعية للتحاليل الكيميائية وأيضا الدراسات الجيوفيزيائية السابقة للمنطقة والتي تؤكد كفاءة دمج هذه الطرق في حل المشكلات البيئية. وتم استخدام التفسير النوعي والكمي لدراسة نوع المنحنيات الحقلية الكهربائية والتي صنفت إلى (KQ, QQ,Q) في المنطقة المراد دراستها. علاوة على ذلك تم رسم مقطعين (H1, H2)، حيث يمتد HI على طول الجانب الغربي من منطقة الدراسة وعلى مقربة من الخط الساحلي، وتم اختيار المقطع H2 موازيا للمقطع HI وعلى بعد مسافة 400 م منه.
وبشكل عام، أظهرت قياسات المقاومة أن التربة السطحية للمقطع HI (>300 أوم متر) وتتميز بمقاومة كهربائية أقل من المقطع H2 (> 1000 أوم متر) قد يكون هذا بسبب نوع التربة وملوحة المياه. وتتميز الطبقة الثانية (طبقة المياه الجوفية) في HI بمقاومة منخفضة أدنى من المقطع H2، وذلك بسبب قربها من الخط الساحلي. المياه الجوفية العذبة تكاد تغيب في مقطع HI. حيث أن جميع طبقات المياه الجوفية مشبعة بالمياه المالحة ماعدا الجزء العلوي من الخزان الجوفي، ويظهر تداخل مياه البحر في كل المقاطع حيث تصل إلى أعماق منخفضة في رفح وإلى حوالي 30 متر في خان يونس. ولكن طبقات المياه الجوفية في مقطع H2 تتميز بمقاومة كهربائية متوسطة وأكثر سمكا. وهذا يعني أن الخزان الجوفي لا زال عذبا. وأيضا تم رسم مقطعين متوازيين ثنائي البعد (A2 A1) باتجاه شمال- جنوب تفصل بينهم مسافة 400 م، حيث أظهر المقطع الأول تسرب مياه البحر (< 2 أوم. متر) على أعماق ضحلة تصل من (3 إلى أكثر من 6 م) في مناطق مختلفة بالقرب من ساحل البحر، بينما لم تظهر التفسيرات الجيوكهربائية في المقطع الثاني تداخل لمياه البحر باستخدام طريقة 2D ويرجع ذلك لمحدودية عمق الاختراق بسبب محدودية طول الكابل المستخدم. وأظهرت المقاطع الجيوكهربائية 2D والسبر الجيوكهربائية نقصان في قيم المقاومة مع العمق ويرجع ذلك إلى ملوحة المياه الجوفية. وفقا للتحليل الكيميائي لعينات المياه، تبين أن أعلى قيم التوصيلية الكهربائية ومجموع الأملاح الذائبة والكلوريدات في غرب منطقة الدراسة (9370 ملى سيمنس، 5829 ملجم/لتر، 2900 ملجم/لتر) على التوالي وتقل باتجاه الشرق. تم تحقيق بعض العلاقات الرياضية بين عناصر الخزان الجوفي (مجموع الأملاح الذائبة، مقاومة الطبقات ومقاومة المياه) والتي أظهرت أن مقاومة الطبقات تتأثر بقوة كيميائية وملوحة الخزان الجوفي. تم تحديد وتفسير العناصر الجيوكهربائية (دار الزاروق) باستخدام النتائج المتكاملة والتي أشارت إلى أن قيم التوصيلية الطولية مرتفعة غرب منطقة الدراسة والتي تعكس سريان التيار الكهربائي بشكل مواز للطبقات، وهذا يمثل زيادة في حركة المياه الجوفية أفقيا والذي يعتبر دليلا قويا على تداخل مياه البحر. ولقد قدرت قيم المسامية، اعتمادا على القياسات الجيوفيزيائية وباستخدام قانون آركي تتراوح ما بين (0.38- 0.51%) و بمعدل 0.46%. وأخيرا، تم إنشاء خريطة لتحديد حدود المياه العذبة مع المالحة والتي أظهرت أن تلك المنطقة تعاني من تداخل المياه المالحة بشكل حاد وقد تتفاقم المشكلة في حالة الاستمرار في سحب المياه الجوفية وأيضا رسم خارطة جيولوجية تحت سطحية لمنطقة الدراسة أنتجت من خلال المسح المقاومة الكهربائية.
|
