المؤلف الرئيسي: | الماحي، اسماعيل عثمان محمد (مؤلف) |
---|---|
مؤلفين آخرين: | حمزة، عمر بن يوسف (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
موقع: | أم درمان |
التاريخ الهجري: | 1430 |
الصفحات: | 1 - 671 |
رقم MD: | 793292 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة دكتوراه |
الجامعة: | جامعة أم درمان الاسلامية |
الكلية: | كلية أصول الدين |
الدولة: | السودان |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
عرف البحث الخير والشر فهما متقابلان، كما تتبع البحث مظاهر الخير المختلفة كالحق، والصلاح، والعدل، والحسنة والطيب وعرفها وأبان ارتباطها بالخير كمظهر من مظاهره، كذلك تناول البحث مظاهر الشر وأسماءه المختلفة وعرفها كالباطل والفساد والخبيث والظلم. ثم عرف البحث السنن الإلهية بأنها عادة الله تعالى الجارية في خلقه وأنها نوعان : السنن الدينية، وهي التي لا تتغير ولا تتبدل، والسنن الكونية الطبيعية، التي تظهر في خواص الشياء، كطلوع الشمس من مشرقها، وغروبها في المغرب، وجريان الريح، وإغراق الماء، وإحراق النار، ,ابان البحث أن هذه السنن قد يعطلها ويغيرها الله لحكم يعلمها الله سبحانه وتعالى، وقد يعطلها نصرة لأوليائه، كما حدث لإبراهيم عليه السلام. كما بين البحث حقيقة الانتصار وأنه انتصار الخير والعدل، ولو فقد الداعون إليه أرواحهم، وغابوا عن الحياة، وظهر الحق بعدهم، فهذا هو النصر الحقيقي، كنتصار سحرة فرعون وأصحاب الأخدود، وبين البحث حقيقة الحتمية، وأنها حتمية نصرة الخير وأهله وفند بعض المفاهيم الخاطئة حول الحتمية. ووما أبانه البحث أن الله فطر الناس على حب الخير ونبذ الشر، إلا إذا تغيرت الفطرة وانطمست، فعندئذ يتغير اعتبارها للخير والشر، وفسر بذلك وعلل ميل بعض الناس للشر والفساد وإدمان الظلم والخبث وكراهيتهم للأخيار. وبين البحث أن الشخص أو الأمة قد يجتمع فيهما الخير أو الشر، وأن الاعتبار عن طريق الموازنات الدينية وترجيح الأغلب، ومعاملة الناس بالعدل على أساس ذلك. وذكر البحث طائفة من الأخيار على مر التاريخ بداً بآدم عليه السلام ودعاة الفضيلة من أبنائه من صلبه وومن جاء من بعده. كما تناول البحث الشر والأشرار وذكر أمثلة لهم بداً بإبليس الذي سن الشر والتكبر والمعصية، وجاء على نهجه الكثيرون من بني آدم رغم تحذير القرآن لهم، فذكر البحث أمثلة لذلك. وهدف البحث من هذا البيان إلى إثبات أن حقيقة الصراع في الكون إنما هو بين الخير والشر ودعاة كل منهما. وذكر البحث مثالين لحضارة الخير التي غطت الدنيا بالصلاح والخير، وهما مملكة سليمان عليه السلام، وذو القرنين، وقارن البحث بين هاتين المملكتين العظيمتين، وممالك في العصر الحديث، تنشر الشر والفساد بقوتها وجبروتها، بدلاً عن الاصلاح في الأرض. ثم تعرض البحث باستفاضة لبيان أثر المعاصى على الأمم والحضارات والأفراد، وبين أن المعاصي سبب زوال النعم وسبب ضعف وزوال الحضارات وانهيارها، وربط ذلك بسنة الله في هزيمة الشر وأهله، وذلك من خلال ذكر المعاصي وأثرها في مجال العقيدة والتدين واثرها في المجال الاجتماعي والمجال السياسي والمجال الاقتصادي، وربط كل ذلك بالواقع المعاش من خلال الأمثلة التطبيقية الحية مثل الآثار الاجتماعية للمعاصي والأمراض التي تفشت في العصر الحديث وإعطاء التفسير الصحيح كنتائج انحراف البشرية عن طريق الخير. كما تتبع البحث الخير والشر وأهلهما ودعاتهما في الدنيا وأحوالهم، كذلك أبان مآل الخير وأهله وهو الجنة والدرجات العلى ومآل الشر وأهله وهو النار وهي دركات بحسب نسبة الخير أو الشر، وكل ذلك ترغيباً وترهيباً للإنسان. كذلك تعرض البحث للحضارة الإسلامية كنموذج لحضارات الخير والفضيلة، وذكر المترتكزات، والخصائص التي قامت عليها من عقيدة التوحيد الخالصة ولأخلاق والقيم وشمول الحضارة الإسلامية لكل مناحي الحياة ومتطلبات البشرية وكل ذلك مبني على العلمية التي تميز بها الإسلام وأقام عليها حضارته. وتتبع البحث جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والمعمارية، فأبان مظاهر الحضارة الإسلامية في ذلك، كما أظهر البحث علو النظام القضائي والتشريعي للحضار الإسلامية وذلك من خلال التاريخ المدون وشهادات غير المسلمين فضلاً عن المسلمين. وربط البحث ذلك كله بسنن الله تعالى وأن المسلمين ليسوا بدعاً وليسوا بخارجين عن جريان سنن الله عليهم فنصرهم الله تعالى وأعلى شأنهم لما نصروا الخير والفضيلة التي جاء بها دينهم. وأبرز البحث في مباحثه المختلفة أثر المعاصي والبعد عن الخير وأنه سبب ضعف الحضارة الإسلامية وانهيارها أمام دول وأمم الشر الآخرى، وأن ذلك بما كسبت أيدي الناس. ثم بشر البحث بدورات لظهور الحضارة الإسلامية متى ما توفرت الأسباب ومتى ما غير المسلمين ما بأنفسهم. وأبان البحث أن هناك مظاهر لدورة الظهور الحضاري للإسلام تلوح بشائرها في الأفق الإنساني. بعد ما قدم البحث ودلل على تفسير الصراع بأنه بين الخير والشر تطرق لمناذج من التفسيرات للصراع في الكون، فشرح معنى الصراع وتفسيرات الصراع عند قدماء الفلاسفة وتفسير هيجل، والتفسير الماركسي المادي للصراع، كذلك تفسير فرويد للصراع الذي يفسر السلوك الإنساني بأنه تعبير دوافع جنسية لا غير. وقد فند البحث كل هذه النظريات في جوانبها ذات الصلة بموضوع البحث، وبين فساد تفسيراتها لحقيقة الصراع وما هيته. كما تناول البحث نظرية نهاية التاريخ الأمريكي المعاصر (فوكوياما)، كما أهتم البحث بنظرية صراع الحضارات لصمويل هنتنجتون، وبين ما فيها من تناقضات وبين حقيقتها ودوافعها بأنها تمثل خطط وسياسات الغرب أكثر من كونها فلسفات ـ تفسيرات فكرية محضة، وذلك من خلال التعرف على منظريها الذين يساندهم الغرب ويسندونه من خلال تبادل المنافع والمعلومات والدعم المادي وغيره. وأختتم البحث فصوله بتناول قضية حوار الحضارات من المنظور الإسلامي، وعرف الحوار وبين أنه هو نهج الإسلام وأنه هو ما قامت عليه دعوته أساساً، وأن الإسلام يبحث عن الآخرين لمحاورتهم وإيصال الخير لهم وإصلاحهم وأن هذا ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، رغم ضيق الآخرين بالحوار وضجرهم منه وسعيهم باستمرار للإنتقال إلى العنف في حين يركز الإسلام والمسلمون على نهج الحجة والحوار بالتي هي أحسن. وتعرض البحث لتعاون المسلمين مع غيرهم في كل ما يعظم العدل والفضيلة ويدحر الظلم والشر والرزيلة، وذكر نماذج لذلك، منها هجرة المسلمين للحبشة، كنموزج لاستقرار المسلمين في بلد غير بلادهم يمثلون فيه أقلية فكيف كان سلوكهم، كذلك مثل البحث بدولة المدينة التي احتضنت غير المسلمين وشرح كيف رعت هذه الدولة حقوقهم وحفظتها. وختم البحث ببيان استعداد المسلمين للحوار المعاصر بين الحضارات والأمم المختلفة، مع التركيز على ما يبثه الإسلام من خير وفضيلة وصلاح، وإنه ما قام إلا في وجه الظلم والفساد والخبث والباطل. وفي المقابل حذر البحث من دعاة الشر والاستعداء على الآخرين، مثل صاحب نظرية صراع الحضارات وغيره الذين يمثلون تهدياً حقيقياً للعالم وسلامه العام. |
---|