ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العلاقة بين تعرض الشباب العماني لوسائل الإعلام الجديدة ومستوى المعرفة السياسية : دراسة ميدانية على عينة من مستخدمي الانترنت

المصدر: دفاتر السياسة والقانون
الناشر: جامعة قاصدي مرباح ورقلة - كلية الحقوق والعلوم السياسية
المؤلف الرئيسي: نجم، طه عبدالعاطي مصطفى (مؤلف)
مؤلفين آخرين: الرواس، أنور بن محمد (م. مشارك)
المجلد/العدد: ع4
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: يناير
الصفحات: 46 - 86
DOI: 10.35156/0492-000-004-003
ISSN: 1112-9808
رقم MD: 874252
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo, EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

373

حفظ في:
المستخلص: وبالإضافة إلى ذلك فتحت الانترنت فرصاً جديدة للحديث عن الأمور السياسية على مستوى المثقفين والأشخاص العاديين. وقد سمحت بتنويع وجهات النظر وتبادل المعلومات مقارنة بأجهزة الإعلام التقليدية. وكان الناشطون في حقوق الإنسان في الأوائل الذي استخدموا الانترنت في هذا المجال. وربما كانت الانترنت مقدمة الانتفاضات الديمقراطية في اندونيسيا، وتجاوزت محطات الإذاعة والتليفزيون بسبب وقوعهما تحت سيطرة الحكومة، فقد استطاع المنشقون السياسيون استخدام البريد الالكتروني في إرسال معلومات عن الاحتجاجات، وتداول القصص الإخبارية التي تتعلق بفساد الرئيس سوهارتو في اندونيسيا، واستطاعت مجموعات الدردشة تبادل النصائح حول قوات المقاومة(13). ولما كانت الانترنت وسيلة اتصال عالمية وتفاعلية، وينمو استعمالها تصاعدياً. فهي تمنح الأفراد فرصة الحصول على معلومات لم يسبق لها استخدامها في التعبير السياسي الفردي. وقد شبهت الانترنت بكرة الثلج التي تلتف وتكبر. وقد سمحت الانترنت بالديمقراطية التشاركية أكثر من أي وقت مضى منذ اللغة اليونانية القديمة. وبالإضافة إلى ذلك تضمن للأفراد الحصول على معلومات بوسائل عديدة. ولقد بدأت تزداد أهمية الانترنت في مجال التنظيمات الحزبية والمشاركة السياسية بعد انتهاء الحديث عنها من مرحلة الوصف إلى التطبيق. فقد درس "مارك إس. بونشيك Mark S Bonchek" الوسائل المستخدمة في الانترنت لحث الناس على المشاركة في الشئون السياسية، حيث بدأ الحديث عن دور النشطاء السياسيين واستخدامهم لقوائم المناقشة الملائمة ومجموعات الأخبار. وفي تورنتو بكندا على سبيل المثال استخدمت الانترنت في التنسيق لتنظيم ورشات عمل للمواطنين تناقش قضايا الحكم المحلي. وتشير الدراسات إلى إمكانية استخدام الانترنت في تعزيز الاتصال بين المواطنين والمنظمات الوسيطة، بما في ذلك الأحزاب السياسية، والحركات الاجتماعية، وجماعات المصالح، ووسائل الإعلام الإخبارية، بالإضافة إلى المسئولين العاميين، ووكالات الحكم المحلية والوطنية والعالمية. وقد يوسع الانترنت المشاركة في الحياة العامة بإذابة بعض الحواجز أمام المشاركة السياسية والمدنية، وخاصة بالنسبة للعديد من الجماعات المهمشة حالياً والمستبعدة من التيار الرئيسي. ويأمل الكثيرون في أن يساعد الانترنت الديمقراطيات القائمة من خلال تعزيز الديمقراطية التمثيلية، بما في ذلك البرلمانات والأحزاب السياسية، ودعم الروابط بين الحركات الاجتماعية الجديدة وإثراء الشبكات الاجتماعية في المجتمع المدني، بالإضافة إلى تقديم منبر لأحزاب المعارضة، وجماعات الاحتجاج، والأقليات التي تسعى إلى تحدي أنظمة الحكم السلطوية وتبدو أهمية الانترنت بالنسبة للتنظيمات الحزبية والمهنية من خلال الترويج للديمقراطية عبر توسيع قاعدة الحصول على المعلومات ومشاركة الفرد الحكومة والمجتمع المدني في الجهود المبذولة لحماية حقوق الإنسان. ويتمثل ذلك في السماح للمواطنين بالاتصال بحكوماتهم وطرح المسائل أمام مثليهم المنتخبين وتقديم التعليقات على القضايا المثارة. وفي الغرب مثلاً أكثر أعضاء البرلمانات لديهم عناوين بريد الكتروني يستطيع المواطنون الاتصال بهم وطرح القضايا عليهم من خلاله. ولم تكن المجتمعات الغربية هي الوحيدة التي استفادت من الانترنت في الترويج للديمقراطية، بل قامت هنغاريا في وقت سابق بتنظيم مناقشات على الانترنت بين السياسيين، وقامت كوستاريكا بإجراء التصويت الانتخابي الكترونيا، ويستفيد مواطنوها المتعلمون من الانترنت بنسبة تصل إلى 94%(17). وتستطيع الانترنت أن تساعد الأحزاب السياسية من خلال استخدام الحاسوبات وقواعد البيانات الانتخابية في الحملات الانتخابية، وحشد أصوات الناخبين. ويستخدم البريد الالكتروني تحديداً في دعم شبكات العمل الجماعية داخل المنظومات الحزبية، علاوة على ربط المواطنين بالأحزاب. وتشير بعض الدراسات إلى استخدام الأحزاب السياسية للانترنت في دول معينة مثل الدانمرك وبريطانيا وهولندا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة

الديمقراطية من خلال إنهاء احتكار النظم الحاكمة للمعلومات، ونشر المعرفة السياسية بين المواطنين، وتدعيم الآراء المعارضة، بالإضافة إلى استخدامها كوسيلة لنشر الثقافة السياسية وتوعية الجمهور، وزيادة اهتمامه بالشئون السياسية، وقد تجلى ذلك في بناء هياكل سياسية ديمقراطية يشارك الأفراد في بنائها. ولقد اعتادت الشبكات الالكترونية منذ عدة سنوات على المشاركة في تغطية الأحداث الهامة، الأمر الذي أدى إلى زيادة اهتمام الانترنت بتدعيم الممارسة الديمقراطية. ويبدو تأثير وسائل الإعلام الجديدة في المعرفة السياسية من خلال تسهيل الحصول على المعلومات من مصادر مباشرة، وتسهيل توصيل المعلومات إلى الجمهور دون تدخل من السلطات الحاكمة أو جماعات الضغط، وبالشكل الذي يريده المرسل. فقد وضعت شبكة الانترنت أمام مستخدميها عدداً ضخماً من المعلومات المتحررة من قيود الزمان والمكان. ويؤكد "جون هيرجان John Harrigan" أن شبكة الانترنت أصبحت أكثر وسيلة إعلامية لإثارة الجدل والنقاش الديمقراطي، من خلال إضافتها أبعاداً أخرى للاتصال مقارنة بالوسائل الإعلامية التقليدية، حيث تتميز بالطبيعة التفاعلية، وصعوبة السيطرة والرقابة على المواقع الالكترونية، واتساع نطاق القاعدة الاجتماعية المستخدمة لها، وعدم تقييدها بالحدود الجغرافية والسياسية، كما تحول الجمهور فيها من مجرد مستخدم ومستهلك إلى مشارك فاعل في تشكيل تلك الرسالة. لقد برزت أهمية الانترنت في المجال السياسي من خلال السماح لأشخاص بإبداء آرائهم وأفكارهم مباشرة إلى جمهور عالمي بسهولة ويسر، حيث تتوافر بالنسبة لها الحماية من القوانين الصعبة التي تواجهها أجهزة الإعلام التقليدية. وتتميز الانترنت أيضاً بالسرية والمشاركة الديمقراطية، والحرية الدينية والسياسية والوصول العالمي وحرية التعبير (20). وعبر الانترنت استطاع مواطنو الأنظمة الأكثر قمعاً الحصول على معلومات تتعلق بحكوماتهم، وسجل حقوق الإنسان في بلادهم، حيث لا توجد وسائل رعب لطباعة الصحف أو فرض شروط لبث إذاعي. فالانترنت تسمح برؤية متعمقة في البلدان الأخرى، وكذلك في الأفراد والثقافات. وربما كان هذا غير متاح من قبل بهذه القوة من الإنجاز في إرسال المعلومات واستقبالها.(9) والانترنت ليست مكاناً فقط لإيجاد المعلومات، بل وسيلة اتصال استثنائية بين الناس. وعبر الانترنت استطاعت منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية تأسيس قنوات اتصال، وتبادل المعلومات والتجارب والآراء. وأصبحت الانترنت منتدى أساسياً لإجراء الحوار والنقاش وتناول موضوعات حقوق الإنسان المعقدة، وتنسيق الحملات بشأنها، وتوجيه نداءات التضامن، وأصبحت كذلك وكالة أنباء فورية وكانت شبكات الدفاع الدولية أنشطة منظمات المجتمع المدني في الاستفادة من الانترنت للحشد والدعاية والتفاعل، وشكلت ائتلافات المعارضة السرية ما يشبه جيوشاً من المليشيات الفعلية حول مواضيع مثل التجارية العالمية، والضرائب على الوقود، والأغذية المعدلة جينياً. ويأمل المتفائلون بالالكترونيات أن يثبت الانترنت بأنها تدعم مؤسسات المجتمع المدني، وتوسع فرص الحصول على المعلومات والاتصالات، والمساهمة في المجال العام الالكتروني. وتستطيع الانترنت تقليص النفقات وزيادة السرعة، وتوسيع مدى الاتصال، واجتثاث المسافات، وتوفر لشبكات الدفاع الدولية أداة فاعلة للحشد والتنظيم، والتعبير، وتمكينها من زيادة تأثيرها في الساحة العالمية. تقليدياً كانت حركات المعارضة تعتمد على أنشطة مثل مسارح الشوارع والتظاهرات المباشرة، والعمل المباشر لتحدي السلطة، أما في العصر الحديث فقد غيرت الانترنت هذه الآلية، حيث شجعت على انتشار أفكار المعارضة، وتكتيكاتها بفاعلية وسرعة عبر الحدود الوطنية(11). وتعتبر الانترنت فرصة هائلة للناس حول العالم للممارسة حرية الرأي والتعبير، ويبدو ذلك من خلال اختيار المستعمل المعلومات بحرية دون قيود وبطريقة ديمقراطية، وتسمح لمشتركيها بالتغلب على الرقابة الصحفية التقليدية التي تفرضها بعض الحكومات، وتسمح لمنظمات المجتمع المدني بأن تكون أكثر فاعلية داخلياً، وتسمح بالشفافية في تبادل المعلومات، وتزود الانترنت مستخدميها بتفسيرات للأخبار. ويستطيع أن يجد المتصل بالانترنت وسائل الحماية في سرية معلوماته، ولذلك تعد شبكة الانترنت مهمة لتقوية الديمقراطية خصوصاً في مجال حقوق الإنسان. وقد كان نشطاء حقوق الإنسان من بين الأوائل الذين استخدموها في إجراء اتصالات سرية، والحصول على المعلومات الخاصة بانتهاك حقوق الإنسان، ويمكن القول بأن الانترنت ساهمت في زيادة جماعات حقوق الإنسان على مستوى العالم.

ISSN: 1112-9808

عناصر مشابهة