المستخلص: |
سعت الورقة إلى التعرف على الحرية من الإتيقا إلى السياسة. عرضت الورقة مساهمة الفيلسوف باروخ اسبينوزا للسياسية في بلورة مفهوم العمومية انطلاقا من مفهوم الإتيقا وإشكالية الدولة والحرية. واقترحت الإتيقا السبينوزية توجيه النظر الفلسفي نحو الجسد ومنحه مساحة اهتمام أكبر كصفة للوجود لها مكانها المحدد ومستقبل لما يحدث حوله. بينما الوعي عائقاً لأنه وسيط مزيف للحقيقة وشرط إمكان تحقق المعرفة الحقة المطابقة لموضوعها. كما قدمت تصوراً بديلاً لعلاقة النفس بالجسد وجعلت النفس لجاماً عاقلا للجسد ورغباته، وتقويض الأسس الأخلاقية للقيم، كقيمتي الخير والشر بوصفهما نتاجا لوهم في النفوس بسبب الجهل التام بقوانين الطبيعة. كما سلكت الإتيقا نظاما نسقيا في مشروعها لإصلاح العقل متمثلاً في الإدراك بالسماع، بالتجربة، بواسطة، المعرفة الحقة. وتجلت رهاناتها في مشروع إصلاح العقل في تقويض الأسس اللاهوتية والفلسفية للأخلاق، وضرورة بناء نسق أنطولوجي مغاير للفلسفة الديكارتية تصوراً ومنهجاً، وتكوين مجتمع بالشكل الذي يرغب فيه الإنسان. حيث قام مفهوم الحرية على أسس إتيقية تنسجم وتعبر عن تصوره للإنسان باعتباره جزءًا من الطبيعة تحكمه القوانين، وتحدده الشروط، وهذا يدل على أن ولاء الدولة لطبيعتها ومطابقتها لماهيتها هما مصدر مشروعيتها ومنيع المبادئ والمعايير المنظمة للاجتماع الإنساني. كما تمثلت رهانات اسبينوزا في تمييزه بين حرية التعبير وحرية الفعل في تحديد مجالات ممارسة الدولة للسلطة، وتأكيده على ضرورة سيادة القانون المدني على التشريعات الدينية، وجعل الفضاء العام للنقاش العلني الحر، فضلاً عن تمكين الفلسفة من حقها المشروع في ممارسة النقد. مختتمًا بالتأكيد على أن فلسفة اسبينوزا قدمت أنثروبولوجية سياسية من جهة اعتبار نسقه الفلسفي تحليلاً للطبيعة البشرية وانفعالاتها قصد تأسيس صيغة سياسية للعيش المشترك. وإن التصور السبينوزي لإشكالية الحرية في الفضاء العمومي مرتبط بالسقف الزمني والمعرفي ومفاهيم الحرية، والعقل، والتقدم ومحكومًا بالإنسان بوصفه ذاتًا مفكرة، وحرة، وقادرة على التعايش. كُتب هذا المستخلص من قِبل المنظومة 2022
|