المستخلص: |
رغم الصرامة العلمية التي اتسمت بها البنيوية كمنهج عام واتجاه طال أغلب العلوم الإنسانية قبل أكثر من 70 سنة إلا أن ثورة الرواد الأوائل لم تخلُ من مجازفات نظرية في ذلك الحين، فقد عمد أكثر البنيويين إلى محاولة القفز على المنهج البنيوي بعد أن اعتقدوا بضرورة التعامل النظري مع مناهج أخرى أكثر واقعية. وهذا لا يعني أن البنيوية لم تكن واقعية إلا أنها كانت بعيدة عن الواقعية العملية وقريبة جداً من التنظيريات الافتراضية. فإن عوامل عدة من قبيل الغموض المنهجي، وانعدامية المعنى، والاهتمام المتطرف بالتركيب والبناء، والتحليل المتكلف في مقاربة النصوص، جعل من المنهج البنيوي أداة للمغايرة المنهجية على نحو كبير. ورغم كل تلك الإخفاقات إلا أن المنهجية البنيوية تبقى من أرصن المناهج العلمية التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين وقد تزعمها رواد كبار وباحثين مرموقين، إن من أهم مزايا المنهج البنيوي هو: قدرته الفائقة على التحليل النصي مهما كان من التعقيد أو الغموض، وكذلك قابليته على بعث رؤية جمالية بلمسات الباحث الفنان. إن هاتين الصفتين هي ما دفعا رغبتي العارمة على استنطاق الرؤية البنيوية من جديد في بحث أحد أهم الموضوعات غرابة في العلوم الإنسانية وهو موضوع (الأساطير). لقد تضمنت هذه الدراسة البحثية على ستة محاور وهدفت إلى بيان واضح بأن الأسطورة ليست مجرد حكاية أو رواية تُحكى من دون معنى أو قصدية وأن ليست ثمة روابط علائقية أو سببية بين أحداثها، بل بينت هذه الدراسة بأن الأسطورة عبارة عن منهج حياة وتنظيم عام للمجتمع ورؤية في تسيير الحياة الإنسانية عن طريق استخراج المعنى المندفن في ذات الأسطورة واستنطاق مخزونها المعرفي من خلال إعمال المنهج البنيوي. وقد تطرق البحث إلى بيان موضوع الدراسة وأهميتها وهدفها وتناول المحور الأول أهم المفاهيم الخاصة بالبحث من قبيل الأسطورة واللغة والنسق أو البناء، وقد كان المحور الثاني يتعلق بطبيعة المنهجية المتبعة في هذه الدراسة وهو المنهج البنيوي الذي يقوم على اكتشاف العناصر العميقة/ البسيطة/ الأولية والتي تعد الأساس الأولي لكل بناء فوقي. أما المحور الثالث فقد ارتبط بتفسير مفهومي اللغة والكلام واللذان يعدان من أبرز المصطلحات العلمية المستخدمة في الدراسات البنيوية على نحو عام، أما المحور الرابع فقد عمد إلى بيان المائز بين المحورين: التزامني والتزمني، على نحو مبسط، وهما محورين مركزيين في هذا البحث وأن مسألة التفريق بينهما يعد المفتاح الأساس لفهم طبيعة المنهجية البنيوية في دراسة الأسطورة. وقد تركز المحور الخامس حول وحدات اللغة ووحدات الأسطورة وقد قمنا بتفسيرهما وبيانهما على نحو مسهب من أجل إعطاء نظرة عامة في التعريف بهما والوقوف على دلالتهما، وأخيراً فإن المحور السادس ارتبط عملياً بتحليل محتوى الأسطورة تحليلاً بنيوياً من خلال إعمال حيثيات المنهج ذاته وتطبيقه على الدراسة الأسطورية.
Despite scientific austerity, that structucturalism is charaerisedby as a general procedure used by most human sciences more them to years ago, revolution of pioneers partly in clouded theoretical at the time. Most structure lets tried to overlook the structural procedures because they thought it was necessary to deal with other more realistic procedures. This does not mean that structuralism was not down-to-earth, yet it was far from practical reality and very close hypothetical theories. Several factors such as ambiguous approach, absence of meaning, extreme care in structure and building and artificial analysis in approaching texts made structural approach a tool for distinct procedure. Despite all those failures, structural procedure remains one of the gravest scientific procedures that appeared in the second half of the twentieth century and pioneered by prominent researchers. One of the most advantages of the structural procedure is its extreme ability to analyze text however complex or ambiguous and the ability to show beauty with the touch an artist. These two characteristics are behind my overwhelming desire to examine structural vision again in researching one of the strongest and most important subject in human sciences, which is myth. This research has six important foci and aimed at a clear statement that myth is not just a fable narrated meaninglessly and that there is no connection between its events. This study has shown that myth is a life approach, general organization of the society and a vision is conducting human life through getting the embedded meaning its cognitive storage through using the structural procedure. The research also discussed the topic of the study, its importance and its goal. The first focus discussed the most important concepts related to the research, like the myth, language, coordination and structure. The second focus discussed the nature of the approach used in this study, which is the structural procedure, which is basic aspects, which is considered the basis for what comes next. The third focus is connected with the explanation of the concepts of language and such, which are considered the most prominent scientific terms used in structural studies in general. The fourth focus shows the difference between synchronal and present time. In a simplified way. They are central focus in this research and distinguishing nature of structural procedure in the study of myth. The fifth focus is about the units of language and those of a myth, which we explained extensively to give a general look in defining them and show what, they refer two. Finally, the sixth focus is practically connected with analyzing the content of myth structurally through using the procedure itself and applying it to mythical study.
|