المستخلص: |
سعى البحث إلى التعرف على الحضارة الإسلامية في القرآن الكريم. وتضمن إطارا مفاهيميا للحضارة في اللغة والاصطلاح، متوصلا إلى أن الحضارة هي الصورة التي يبدعها الإنسان لما يعتقده في الكون والحياة، ولكي تتحقق الحضارة لابد من الإيمان بالله عز وجل والتصور الاعتقادي الصحيح، فهو الأصل الذي تبنى عليه الحضارة الإسلامية والأصل الذي تتفرع منه فروعها وتخضر أوراقها. كما أن العلم هو مفتاح الحضارة وباب كنوزها ووسيلة بنائها وبرهان قولها، والعمل الصالح حيث أن البناء الحضاري الضخم الذي أرسيت قواعده على كلمة التقوى هو الشاهد الأقوى لتلك العقيدة السمحة الرحيمة، والعدل هو قوام الحضارة وسبب من أسباب بقائها، فضلا عن أن الأخلاق هي الروح التي تسري في عروقها فتجمل صورتها. أما الخطاب الإنساني فهو وجه الحضارة المشرق، والاقتصاد المزدهر هو القوى الكبرى في دفع الحضارة إلى طريق الصعود ومدها بأسباب الحياة، إلى جانب الأمن والنظام السياسي المستقر فلا يمكن لحضارة على وجه الأرض أن تعيش دون تستقر، ولا يمكن لها أن تستقر وتهنأ ما لم تستظل بظل نظام سياسي يحميها ويقيم ميزان العدل بين أطرافها ويدافع العداة عنها. واختتم بعدة نتائج أهمها، أن للحضارة مقومات لا تقوم إلا بها وعلى رأسها الإيمان بالله تعالى إذ هو الأساس الذي تبنى عليه الحضارة ومنه ينبثق التصور الصحيح للحياة والكون والإنسان، فالحضارة وليدة الأفكار والتصورات عن الله عز وجل أنه الخالق والهادي والمطاع خلق الإنسان وأوضح ما يسعده في الدارين وأن الإنسان خليفة الله في الأرض والكون مسخر له ليعمره بالخير ويبني الحضارة الخيرة. كُتب هذا المستخلص من قِبل المنظومة 2022
|