ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الإعلام الجديد وإشكالية الخصوصية الثقافية

العنوان المترجم: New Media and The Problem of Cultural Privacy
المصدر: مجلة مقاربات
الناشر: مؤسسة مقاربات للنشر والصناعات الثقافية واستراتيجيات التواصل
المؤلف الرئيسي: جاب الله، حكيمة (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Jabullah, Hakimah
المجلد/العدد: ع36
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2019
الصفحات: 54 - 65
DOI: 10.35471/1268-000-036-005
ISSN: 2028-2559
رقم MD: 1007546
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
كلمات المؤلف المفتاحية:
الاعلام | الاعلام الجديد | الخصوصية | إشكالية | الخصوصية الثقافية
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

148

حفظ في:
المستخلص: لعل ما يميز العصر الحديث هو الانتشار الكبير لتكنولوجيا الإعلام والاتصال مما أتاح الفرصة لانتشار الإعلام الجديد أو الإعلام الإلكتروني المتعدد الأشكال-مسوع، مرئي، ومقروء- والذي يعتمد بشكل أساسي على شبكة الإنترنت بميزاتها المتعددة حيث يوفر الحرية الواسعة والتفاعلية والتنوع والشمول والتحديث المستمر والمرونة. ساهمت مختلف هذه الخصائص للإعلام الجديد في تربعه على قطاع الأعلام التقليدي، وأصبح يتمتع بشعبية واسعة نتيجة الإقبال الكبير عليه مما جعل من المواطن العادي صحافيا يشارك في العملية الاتصالية في بيئة مفتوحة تسمح لجميع الفئات بالمشاركة في بناء جسور تواصل بين مختلف الثقافات. لكن هذا الانفتاح بين الثقافات أدى إلى ظهور ثقافة بديلة سميت بالثقافة الإلكترونية أو ثقافة العولمة نتيجة التفاعل الثقافي الإلكتروني، والتي أصبحت موضع اهتمام الكثير من المفكرين والباحثين باعتبارها ثقافة تحمل مضامين مغايرة للثقافة المحلية لكونها تحمل أفكارا ومعتقدات دخيلة عن ثقافة المجتمعات المحلية والتي أصبحت تلعب دور المستقبل أكثر مما تلعب دور المرسل والمشارك في العملية الاتصالية، مما جعلها مجالا خصبا لاستقبال الثقافات المغايرة التي كثيرا ما تشكل خطرا على الخصوصية الثقافية العربية.
فالإعلام الجديد ساهم بشكل كبير في نشر الثقافة الأجنبية ذات الأنواع المختلفة من أفكار ومذاهب واتجاهات دون حدود قد تعرض الخصوصية الثقافية العربية للتراجع والاضمحلال، بحيث يمكن اعتبار هذا الأعلام كشكل من أشكال السيطرة الثقافية والاختراق الثقافي، إذ بواسطته يسهل على الدول المتحكمة في هذه الوسائل بسط نفوذها الثقافي ويعوض الخصوصية والهوية المحلية للتراجع والذوبان في ثقافات لا تمتلها بصلة. ويعتبر بعض المفكرين في هذا المجال أن الإعلام الجديد فرض ثقافة معينة من خلال الضغط المستمر لتغيير الثقافات المحلية واستبدالها بنموذج ثقافي غربي وهذا ما يعرف بالعولمة الثقافية مع إقصاء للثقافة المحلية مما يؤدى لنتائج وخيمة على الهوية والخصوصية الثقافية المحلية مثل: اختراق البنية الثقافية المحلية وتفاقم مخاطر الاستلاب والغزو والاستعمار الثقافي وبالتالي محو وتهميش الهوية والخصوصية الثقافية وقطع صلة الأجيال الجديدة بتراثها وماضيها العريق.
إن التطور الكبير لوسائل الاتصال يعتبر ثورة حقيقية لما نتج عنها من تغيرات واسعة المجال وأصبح العالم يعيش وكأنه قرية واحدة، ويعتبر الإعلام الجديد في هذا المجال من أهم الوسائل التي ساهمت في انتقال ثقافة نمطية، خاصة وأن الدول المتحكمة في هذه التكنولوجيا وتملك وسائل الاتصال والإعلام الجديد هي من تتحكم في الوضع من خلال تقديم ثقافة جديدة تتناقض تماما مع الثقافة المحلية مما يؤدي لمشكلات كثيرة لعل من أبرزها التجاوز أو اختراق الخصوصية الثقافية. انطلاقا من أهمية الموضوع باعتباره موضوع الساعة يستدعى مزيدا من الطرح والنقاشات فإننا نحاول من خلال هذه المداخلة طرح الإشكالية التالية: ما هي انعكاسات الإعلام الجديد على الخصوصية الثقافية؟ وما هي الآليات التي يمكن أن تساعد على التوفيق بينهما؟

Perhaps what distinguishes the modern age is the huge spread of information and communication technology, which has allowed the spread of new media or electronic media in multiple forms (audible, visual, and readable). It is mainly based on the Internet with its multiple features, offering wide freedom, interactivity, versatility, inclusiveness, continuous updating, and flexibility. The various characteristics of the new media contributed to the traditional media sector. Thus, it became very popular as a result of its high popularity, which turned the average citizen into a journalist to participate in the communication process in an open environment that allows all groups to participate in building bridges of communication between different cultures. However, this openness between cultures has led to the emergence of an alternative culture called e-culture or the culture of globalization as a result of electronic cultural interaction. This e-culture has raised the interest of many thinkers and researchers as a culture that carries different contents to local culture because it carries extraneous ideas and beliefs about the culture of local communities. It has become playing the role of the receiver more than the sender and participant in the communication process, making it a fertile field for receiving different cultures, which often pose a threat to Arab cultural specificity.
The new media contributed significantly to the dissemination of foreign culture with different kinds of ideas, doctrines, and tendencies without borders, which could make the Arab cultural specificity to retreat and wane. Therefore, this media can be considered as a form of cultural domination and penetration. This new media makes it easier for States who control these means to extend their cultural influence and replace the privacy and local identity with retreating and melting in unrelated cultures. Some thinkers in this field consider that the new media has imposed a certain culture through constant pressure to change local cultures and replace them with a Western cultural model. It is known as cultural globalization, with the exclusion of local culture, which leads to dire consequences for local cultural identity and privacy, such as infiltrating the local cultural structure and worsening the risks of alienation, invasion, and cultural colonization. It thereby erases and marginalizes identity and cultural privacy and breaks the link of new generations with their heritage and ancient past.
The significant development of communication media is a real revolution, as it has resulted in wide-ranging changes, and the world became living like a single village. The new media in this field is considered one of the most important ways that contributed to the transition of a standardized culture, especially since the countries that control this technology and possess the new media and communication means are controlling the situation by introducing a new culture that is totally contrary to the local culture, which leads to many problems. Perhaps the most prominent among these problems is the transcending or breaching cultural privacy. Based on the importance of the topic calls for further discussion and deliberation. Through this paper, we try to raise the following problem: What are the implications of the new media for cultural specificity, and what mechanisms can help reconcile them?
This abstract translated by Dar AlMandumah Inc. 2018

ISSN: 2028-2559