المستخلص: |
إن تنمية مجتمعنا وتطوره مشروط بتقدم الدراسات والعلوم الاجتماعية، فهو لا يستطيع التحكم في سيرورته دون جهد في التفكير حول حقيقته الخاصة، ومستويات بنائه المختلفة. ولا يمكن له التقدم دون تنمية كفاءاته المحلية، فهو ليس مجالا لتجارب النظريات التنموية والنماذج الجاهزة انطلاقا من فكرة العالمية، وإنما تحتم ضرورة التلازم بين المعرفة والواقع أن تكون العلوم الاجتماعية على اختلاف تفرعاتها نتاجا للمجتمع الذي تنتمي إليه في فترة زمنية، وظروف خاصة من خلال إقامة علاقة بين المتغيرات الأكاديمية والتغيرات الاجتماعية حسب اختلاف التكوينات ونظم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وأشكال علاقات الإنتاج . ان الدراسات الاجتماعية تتسم بطبيعة خاصة في أنها تربط بين البعدين الزماني والمكاني ، كما أنها تتميز عن باقي المواد الدراسية بطبيعة اجتماعية كما هو واضح من مسماها ، كل هذا جعلها بيئة خصبة في أن تسهم بدور أكبر في إعداد جيل من الناشئة ليكونوا أفرادا نابغين في المجتمع الذى يعيشون فيه ، وتعريفهم بحقائق التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالبيئات الحضارية المختلفة داخل مجتمعهم والمجتمعات الأخرى ، ويتشبع علم الاجتماع من بين العلوم الاجتماعية، بالعقائد والمذاهب والفلسفات المتعددة، المبثوثة داخل الأبحاث النظرية والتطبيقية، التي تعكس الخلفيات العقائدية والفكرية لكتابها وواضعيها ، وهذا يخالف الظن الشائع والسمعة الرائجة عن هذا العلم . فأصبح علم الاجتماع إشكالية تبحث عن حل، ويمكن تلخيص مشكلة علم الاجتماع بوضعه الراهن في أمرين: الأول: أن هذا العلم يحمل، مع حقائقه العلمية، وفائدته الملموسة، عقائد وأفكار ومبادئ وضعية، وأن هذا العلم منذ دخوله إلى العالم الإسلامي، كان يعزز من حالة فقدان الهوية، التي تعني التخلي عن الإسلام، كمبدأ عام يحكم المجتمعات الإسلامية. الثاني: أن نظريات هذا العلم، وضعت لفهم مشاكل وقضايا خاصة بالغرب، لا يمكن تعميمها على المشاكل المماثلة في العالم الإسلامي، ولا تؤدي إلى فهم واقع المجتمعات الإسلامية . وقد طُرحت هذه الإشكالية على بساط البحث من قبل كثير من علماء الاجتماع في العالم العربي، والعالم الإسلامي، وكانت النتيجة اتجاهين مختلفين: أحدهما: ينادي بعلم اجتماع عربي قومي لم تحدد ملامحه، وهذا الاتجاه لم يكن يلتفت كثير ا إلى المشكلة الأولى، وهي تشبع علم الاجتماع بالعقائد والأفكار، التي تصطدم بالإسلام، وإنما يركز ويهتم بالمشكلة الثانية وهي: أن نظريات علم الاجتماع أخفقت في فهم المشكلات المطروحة في العالم العربي. وثانيهما: ينادي بعلم اجتماع إسلامي، أو علم اجتماع المجتمعات الإسلامية، وهو اتجاه لا يخلو من ملاحظات العالم المتخصص، التي يسهل الجواب عنها، ولكنه لا يهمل أيا من المشكلتين السابقتين، وهو الاتجاه الذي يجب أن يتبناه علماء الاجتماع، لأنه اتجاه وثيق الصلة بثقافة وهوية المجتمعات الإسلامية، حيث يتخذ من الإسلام إطاراً عاماً، يدور في فلكه. ويجب أن تتضافر الجهود للعناية به. هل تلعب الدراسات والعلوم الاجتماعية في العالم العربي والإسلامي نفس الدور الذي لعبته ولا تزال تلعبه في المجتمعات الغربية ؟ وهل هذه العلوم لبنة في طريق البناء والتنمية والتطور أو معول هدم يكرس التبعية المعرفية والفكرية للغرب ولاتناسبنا وخصوصية مجتمعاتنا العربية والاسلامية وعجزت عن تقديم الحلول الناجعة للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية في عالمنا العربي والاسلامي ؟
The development and development of our society is conditional on the progress of studies and social sciences. He cannot control his process without effort to think about his own reality, and its different levels of construction. It cannot progress without developing its local competencies. It is not an area for the experiments of development theories and ready-made models based on the idea of universality. Rather, it is necessary to combine knowledge and reality. The social sciences of different branches are the product of the society in which they belong. Relationship between academic variables and social changes according to different configurations and systems of social and economic relations, and forms of relations of production. Social studies are of particular nature in that they link the temporal and spatial dimensions. They are distinguished from the rest of the subjects by a social nature, as is evident from their names. All this makes them a fertile environment to play a greater role in preparing a generation of young people to become prominent members of the society they live in. Social, economic and cultural developments in the various cultural environments within their society and other societies. Sociology is saturated with social sciences, doctrines, doctrines and multiple philosophies, which are disseminated within theoretical and applied research, The ideological and intellectual book and Oadaaha, and this is contrary to the common conjecture and reputation for this popular science.
|