ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







استشراف المستقبل والتخطيط له وحاجة الدعوة والداعية إليه: دراسة تأصيلية في بيان أهميته ووسائل معرفته من خلال النصوص الشرعية

العنوان بلغة أخرى: Looking Ahead at the Future, Planning for it and its High Necessity for Advocacy and Advocates: A Thorough Study in the Statement of Importance and Means of Knowledge through the Texts of Legitimacy
المصدر: مجلة جامعة الملك عبدالعزيز - الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر: جامعة الملك عبدالعزيز
المؤلف الرئيسي: الشنقيطي، علي بن محمد عبدالله (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Al-Shankiti, Ali bin Mohammed Abdullah Al-Amal
المجلد/العدد: مج28, ع1
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2020
الصفحات: 1 - 31
DOI: 10.4197/Art.28-1.1
ISSN: 1319-0989
رقم MD: 1012318
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

190

حفظ في:
المستخلص: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الدعاة الذي راعى الماضي، وعايش الحاضر، واستشرف المستقبل وخطط له، ووجه الدعوة والدعاة إلى ما سيقدمون عليه في قابل الأيام ورضي الله عن صحابته الكرام الذين قاموا بواجب الدعوة إلى الله وفقهوها ووضعوا كل شيء في مرتبته بالعدل، فبلغوا الرسالة وأدوا الأمانة، وقالوا للناس حسنا فإن من البصيرة في الدعوة إلى الله التي هي وظيفة الأنبياء، ورسالة الله في كتابه الحكيم؛ أن تقوم على خطط محكمة تهدي للتي هي أقوم، ولذلك كان استشراف المستقبل والتخطيط له أولى من مفاجآته دون سابق توقع وتقدير، فنجاح الداعية في الغالب متوقف على قوة أو ضعف استشرافه للمستقبل، والتخطيط له، وذلك مما لا ينبغي الزهد فيه أو الاستغناء عنه، لأن الوقوف وعدم تقدير الظروف، ومعرفة الخطوات القادمة، أمر غير مقبول ولا تحصل منه نتيجة، وهو فشل وتخبط والأجدر بأهل الحق أن يأخذوا بالأسباب، فيخططوا ويتوكلوا على الله، ويفرقوا بين الأمنيات والإمكانات، ولا ينطلقون من خيال، إنما من واقع مدروس. وموضوع المستقبل واستشرافه؛ يشترك فيه جميع البشر، فالحياة التي يعيشونها تبحر بهم إلى المستقبل، وساعاتها وأيامها تتقدم بهم دائماً إلى الأمام، والعبرة في سعادة البشر هو ما تؤول إليه حياتهم في نهاية المطاف؛ لأن العبرة بالخواتيم، وغيابه في حياة الناس عموما والدعاة على الأخص يؤدي إلى كثير من التخبط والعشوائية في المواقف وتقدير الخطوات، بل قد يجعل الواحد يعيش في دوامة وحيرة لعدم وضوح الرؤية عنده، وللغموض الذي يسيطر على مستقبله وطموحاته، وهناك تصورات خاطئة لبعض المفاهيم الشرعية تزهد البعض في الانطلاق والتخطيط والتفكير في المستقبل، فيعيش حياته خاملا، لا يفكر في أبعد من قدميه. واستشراف المستقبل والتخطيط له أصبح في عالم اليوم من الضروريات؛ لأن العالم لا يستمد قوته من عضلاته المفتولة ولا من قدر الحديد الذي يملكه؛ لكنه يستمد قوته بالدرجة الأولى من قوة استشرافه للمستقبل والتخطيط له، وبعد النظر، واستحضار النظرة المستقبلية للأمور، وهذه المعاني والمعالم لا يمكن أن تستغني عنها الدعوة إلى الله في عصر يؤسس كل شيء على العلم، ولم يعد يقبل الارتجال والغوغائية في أمر من أمور الحياة، فلابد لأي عمل جاد من الدراسة قبل العزم عليه، ولابد من الإقناع بجدواه قبل البدء فيه ولابد من التخطيط قبل التنفيذ، ولذلك فيعتبر استشراف المستقبل والتخطيط له والفقه فيه معلما مهما في نجاح الدعوة والداعية؛ لأنه وجد من الدعاة المخلصين من تأثر بواقع المسلمين المرير، وما هم فيه من ضعف، فتحمس للتغيير، وإنقاذهم مما هم فيه، وانطلق في تنفيذ واجب الدعوة إلى الله؛ دون استشراف مستقبل أيامه ودون أن يخطط ويدرس حجم الواجب الذي عليه أن يؤديه، والقادم الذي ينتظره ويترتب عليه؛ فكانت النتيجة المباشرة أن هؤلاء الدعاة أخذوا يرتجلون في أعمالهم وأقوالهم، ويتخبطون في منهجياتهم وأساليبهم ووسائلهم، منطلقين في ذلك من الرغبة في تحقيق واجباتهم، غاضين النظر عن إمكاناتهم وقدراتهم. وتتأكد الحاجة للنظر إلى المستقبل واستشرافه والتخطيط له في حياة الدعوة والداعية، لأن العمل الدعوي بحاجة ماسة إلى رؤية مستقبلية متكاملة وواضحة، بعيدا عن الارتجال والعشوائية والتخبط، ورادّات الأفعال، والتي نلاحظها بارزة في الأعمال الدعوية والمشاريع الإصلاحية، حتى يحصل للدعوة الاستقرار والأمان والقوة، التي هي من صميم الإعداد المأمور به شرعاً فلنعد في هذا المجال ما نستطيع من قوة. والداعية إلى الله أولى الناس باستشراف المستقبل والتخطيط له، لأن واجبه أن لا يدع الأمور تجري على أعنتها من غير انتفاع بتجارب الأمس، ولا رصد لوقائع اليوم، ولا تقويم للصواب والخطأ في الاجتهادات المحتملة، ولا مقدار المكاسب والخسائر في المسيرة بين الأمس واليوم، ولا معرفة دقيقة بما لدينا من طاقات وإمكانات مادية ومعنوية، ظاهرة أو كامنة، مستغلة أو مهدرة، وما هي مصادر القوة ونقاط الضعف، التي ينبغي أن يقدرها ويتحسب لها قبل وقوعها، ونحو ذلك من النظر والتأمل. ولا ينبغي أن يُفهم أن استشراف المستقبل والتطلع لمعرفته أمر شكلي، بل هو عين الفقه والبصيرة في الدين؛ للإحسان في الدعوة والتخطيط لها الذي هو مهمة الدعاة إلى الله والباحثين، فلا ينبغي أن تقتصر دراساتهم على الأبحاث التراثية التي تستعرض الماضي وتجتر أحداثه، أو الاكتفاء بالتعاطي مع الطوارئ والنوازل فحسب، بل لابد أن تتجاوز البحوث والدراسات الزمان والمكان؛ لتفتح آفاق المستقبل للدعوة والداعية، حتى يرسم خطواته، ويحدد خارطة طريق دعوته بمعالم مدروسة، وفقه دعوي أصيل ومعاصر؛ معتمدا على منطلقات شرعية، ومع التقدير والاحترام الماضي والحاضر لكن الاهتمام بالمستقبل لابد أن يكون حاضرا دائما في ذهن الداعية، وظاهرا في جهوده العلمية والعملية؛ لأنه نتيجة منطقية للماضي والحاضر. وسنحرص في هذه الورقات على تأصيل هذه الحقيقة، وفقه شيء من معالمها، والوقوف على أبرز الوسائل في معرفة المستقبل، بعد التمهيد لهذه الوسائل والطرق بفصل يحسن فيه التعريج على أهمية استشراف المستقبل في حياة الدعوة والداعية، وإلا فإن موضوع استشراف المستقبل والتخطيط له؛ موضوع واسع وعلاقته بالدعوة والداعية تزيده سعة وإثراء، ولكن محور المشاركة في هذه الدراسة هو الربط بين أهمية استشراف المستقبل والتخطيط له، وبيان حاجة الدعوة والداعية إليه في العصر الحديث الذي أصبحت كل المشاريع فيه لا تقوم إلا على الدراسات المستقبلية واستشراف المستقبل، وستركز الدراسة في صلبها على الوسائل الشرعية لاستكشاف المستقبل والتعرف عليه وتجليته، كل ذلك بالتأمل في النصوص، من خلال الأحاديث الشريفة والهدي النبوي لإمام الدعاة لتكون هذه الورقات دراسة تأصيلية من خلال نصوص الشرعية لـ (استشراف المستقبل والتخطيط له وحاجة الدعوة والداعية إليه).

Praise be to Allah, Lord of the Worlds, and prayers and peace be upon the imam of the preachers, who took care of the past, lived the present, looked forward to the future and planned it, and invited the callers and preachers to what they will attempt in the days to come. May Allah bless his dear companions who have done the duty to call to Allah and jurisprudence, delivered the message and performed the secretariat, and said to the people well after. The vision in the call to Allah, which is the function of the prophets, and the message of Allah in his prudent book that are based on accurate plans of guidance to the righteous path; therefore, the planning of the future is better than falling for its surprises without having any anticipation or appreciation. The success of the preacher is highly dependent on strength or weakness of the preachers himself in overlooking and planning for the future, which of big importance to the advocacy in depth. Which gives very unacceptable results that lead into failure and confusion. Righteous people need to better look into reasons, plan and trust in Allah, differentiate between desires and potentials, not proceed through imaginations, but from realities. The subject related to future and looking ahead is connected to all human beings, the life they live and the hours and days they spend. The lessons that connect to human happiness is ultimately responsible for that; because it is the end is what really matters. The absence of planning in the lives of people in general and preachers in particular leads to a lot of confusion and randomness in positions and appreciation of procedures, it also may make ones live in a spiral and confusion due to the lack of clarity of vision, uncertainty starts to control future and ambitions. And because of the misconceptions in some of the concepts of legitimacy, some people become idle and stop thinking beyond their feet. The future and planning for it has become a necessity in today's world as the world does not get its strength from any artificial muscles or the strength it possesses; but it draws its strength primarily from the power of anticipating the future, planning for it, looking at it and evoking the viewpoint of things. All these ideas must be allotted in the call to Allah in an age that is based on science, and no longer accepts improvisation and demagogy in a matter of life, any serious work of study must be looked at with determination, must be persuasive and feasible before the start and must be planned before implementation. Planning for the future in jurisprudence is an important milestone in the success of the delivery and the success of preachers; because some of sincere preachers were affected by the reality of Muslims bitterness, and the weakness they are in and this directed their results to confuse their work and their words, became floundering in their methodologies, methods and means, starting from the desire to fulfill their duties and ignoring their potentials abilities. The great need to look at the future, its anticipation and planning in the life of advocacy and advocacy is solid as advocacy work must have a full vision of the future that is integrated and fully clear being away from improvisation, randomness, confusion, and personal reactions that are prominent in the work of advocacy and reform projects. This would result in stability, which is at the heart of the preparation being ordered by the jurisprudence, which is fully encouraged with all force. Advocates should be the first to anticipate the future and plan for it, because the advocates’ duty is not to let things take place on their own without the use of yesterday's experiences, to monitor the facts of today, to evaluating the right and wrong in the possible interpretations, and to estimate the amount of gains and losses in the period between yesterday and today. A precise knowledge of our energies and potentials material and moral, visible or latent, exploited or wasted, and what are the sources of strength and weaknesses should be estimated and anticipated with all the other considerations and reflections. The prospect of the future and aspiration should not be taken as a matter of formality, it is the essence of jurisprudence and insight in religion. In addition to dealing with emergencies and hostels, but must exceed research and studies time and space; to open the future prospects for advocacy and advocacy. So as to draw steps and set the road map to call for the parameters studied, jurisprudence, authenticity and contemporary claim. Attention to the future must be present always in the mind of the advocates and must be visible in their scientific and practical efforts; because it is a logical result of the past and present. We will be keen in this papers to form the root of this fact, clarify some of its features, and identify the most important means in the knowledge of the future, after introducing these methods in a chapter that would improve the importance of looking forward to the future in the life of advocacy and advocates. The subject of looking ahead and planning for it is a wide topic and its relationship with advocacy and advocates increase its capacity and enriches its importance. The focus of this study is to link the importance of planning and looking ahead with the need for advocacy and advocates in the modem era, which has become to be based on future studies and out looking for the future. This study at its heart is on the legitimate means of exploring the future, identifying and clarifying future with all reflecting on the holy texts, through the hadiths and the guidance of the Prophet for the advocates; to be a thorough study in the statement of importance and means of knowledge through the texts of legitimacy.

ISSN: 1319-0989

عناصر مشابهة