ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







شعر الصعاليك في العصر الجاهلي: دراسة في ضوء سيمياء الثقافة

العنوان بلغة أخرى: Tramps Poetry in the Pre-Islamic Era: A Study According to Cultural Semiotics
المؤلف الرئيسي: سلامة، زاهي نجيب رشيد (مؤلف)
مؤلفين آخرين: أبو العدوس، يوسف مسلم (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2019
موقع: إربد
الصفحات: 1 - 330
رقم MD: 1013731
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة دكتوراه
الجامعة: جامعة اليرموك
الكلية: كلية الآداب
الدولة: الاردن
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

482

حفظ في:
المستخلص: تتعرض هذه الأطروحة لدراسة عينة من الشعر الجاهلي، تتمثل في شعر صعاليك الجاهلية. وتقوم باستخدام منهج نقدي حديث هو منهج سيمياء الثقافة المنحدر من السيميائيات العامة. يتصدر الأطروحة مهاد نظري يشتمل على الخلفية النظرية للتيارات والمناهج النقدية التي سبقت السيميائية وهيأت الخلفية لنشوئها، كالشكلانية الروسية، والنقد الجديد والبنيوية، حتى ظهور السيميائيات بما فيها سيمياء الثقافة. وكان لحلقة موسكو اللسانية، وجماعة بطرسبورغ (ليننغراد)، المسماة "أوبوياز" (OPOJAZ)‏ الفضل الكبير في تطور الشكلانية، فقد شكلت الشكلانية الروسية الخلفية التي ارتكزت عليها البنيوية ثم فيما بعدها السيميائية، وأسست لفكر جمالي نهلت منه الحركات الأدبية والنقدية المنبثقة عنها. وأهم من قال في منهج سيمياء الثقافة مدرستان: المدرسة الروسية، الممثلة بيوري لوتمان (Juri Lotman) وزملائه، ويطلق عليها اسم "مدرسة تارتو" (Tartu) أو "مدرسة تارتو -موسكو"، والمدرسة الإيطالية المتمثلة بأمبرتو إيكو (Umberto Eco) وزملائه. عرضت الأطروحة مفهوم الثقافة من زوايا نظر مختلفة، بالاستناد إلى أعلام علم الاجتماع وغيرهم من الباحثين. واهتمت الدراسة بعرض مفاهيم لها علاقة بالثقافة بشكل مباشر، كالثقافة والذاكرة. شكلت سيمياء الثقافة وعلاقتها بالدراسة السيميائية محورا رئيسا في الأطروحة، لذا تم عرض أدوات وآليات سيمياء الثقافة في الفصل النظري، وعليها تم الاعتماد في الفصول التطبيقية لدراسة شعر الصعاليك. وكان للثنائيات الضدية حيز بارز في التطلع إلى الإشارة إلى مفهمة وبنية شعر الصعاليك في ظل منهج سيمياء الثقافة. وتتمركز في سيمياء الثقافة في شعر الصعاليك مفاهيم أساسية تسهم في تحقيق فهم مدوي لدائرة الصعاليك مكانا وحركة، وخاصة مفهوم المركز والهامش وتبادل مواقعهما. ومن هذا المنطلق تم التركيز على اعتبار الصعلوك في مركز يقع خارج الهامش الذي صنعته له القبيلة، فنشأت فئة النضال الاجتماعي بين ظهراني الصعاليك، وبرز بينهم الصعلوك المحمود. وتبين أنه يمكن دراسة الكثير من القضايا في شعر الصعاليك على أنها سيمياء ثقافة. ولذلك، اهتم القسم التطبيقي في الدراسة بثنائيات كالخارج والداخل والحركة الأفقية للصعاليك. ومن أهم هذه السيميائيات الثقافية ثقافة الجسد، وتبين أن للجسد علاقات مع سيميائيات فرعية كالجوع والسرعة والنوم واللباس والنعال والشعر، ولكل منها ممارسات طقسية نابعة من طبيعة حياة الصعاليك. وشكلت سيمياء الأداة محورا هاما، وخاصة أدوات الحرب والقتال: السيف والقوس والسهام والرمح والترس وجعبة السهام.

واللون سيمياء ثقافة بارزة في عالم الصعاليك، وقد تعددت الألوان واشتدت وبهتت وتفاوتت درجاتها، فنجد الأسود الفاحم والأبيض الناصع، وما تآلف من الأسود والأبيض معا، في عالم الحيوان. وقد ورد اللون الأحمر بكثافة، والأصفر ظاهر في عالم الأدوات والقتال والطبيعة، بينما نجد قلة في ورود الأخضر والأزرق. وقد استقطب الشاعر الصعلوك -أحيانا -أسماء الألوان من بيئته، فقال الأغبر والأكدر والأطحل والأسفع. وقد برز حديث الشعراء الصعاليك في سيمياء الموت، فنراها تحتل مركزا عاليا في شعرهم، والأمر عائد إلى أمرين: الأول، هو القلق الوجودي الذي يبثه الإنسان عامة، والثاني، هو نمطية حياة الصعلوك التي يتعرض فيها الصعلوك إلى خطر الموت بشكل دائم. ومن شأن الأدب أن يجسد القيم في أي مجتمع. وقد كانت للشعراء الصعاليك القدرة على تجسيد القيمة والقيمة المضادة، ومنشأ ذلك هو أن الصعاليك "هاجروا" من محيطهم الأول إلى محيط آخر لبناء مجتمع بديل ذي كيان يتميز بالعدل والمساواة والمحافظة على كرامة الإنسان. من هذه الصفات تنشأ سيميائيات معتمدة في الأساس على ثنائيات ضدية أو ما يمكن أن يطلق عليه القيمة والقيمة المضادة القائمة على علاقات التقابل الضدي. وتعد سيمياء البطولة لدى الصعاليك من أبرز وأهم السيميائيات الثقافية في حياتهم كما انعكست في أشعارهم، فقد صورت بطولاتهم في علاقاتها مع الطبيعة الصامتة والحية، ونمطية حياتهم الليلية، بالإضافة إلى سيمياء الفوضى البناءة والتمرد في ممارسات الصعلكة. وفي الختام، يرى الباحث ضرورة الإشارة إلى مدى ملاءمة كبير في استخدام منهج سيمياء الثقافة للبحث، ومن المتوخى أن تفتح هذه الدراسة -بحسب منهج البحث المختار -نوافذ وتكشف ملامح لمشاهد حضارية ومعيشية في حياة الصعاليك أو غيرهم ممن عاصرهم أو عاش في الجاهلية خاصة أو ما بعدها عامة.

عناصر مشابهة