المستخلص: |
وقد سعينا في هذه الدراسة إلى الكشف عن المرجعيات التراثية في شعر نزار قباني، اعتمادا على الأعمال الكاملة للشاعر، إذ يعد نزار قباني من الشعراء الذين مالوا بكثرة إلى استدعاء التراث في أشعارهم، وقد وظف هذه الاستدعاءات للتعبير عن انشغالاته الوجدانية والفكرية، وتجاربه الحية والهموم والقضايا المعاصرة الخاصة بأمته. وساعدت هذه الاستدعاءات في مد القصيدة النزارية بالمجازية المكثفة، التي ساعدته على معالجة بعض القضايا الخاصة والعامة، المرتبطة بالهموم الاجتماعية والسياسية للأمة العربية. وقد تم تقسيم الدراسة إلى أربعة فصول، خلاها تمهيد يقدم نظريات الدراسة وفرضياتها. وقد استقرأنا في الفصول المرجعيات الدينية، والتاريخية، والشعبية، والأدبية، التي استدعاها الشاعر من التراث العربي، والإسلامي، والمسيحي (الكتاب المقدس). وجرى تقسيم كل فصل إلى عدة أقسام ليسهل تناول الموضوع من ناحية وانسجاما مع ما يتطلبه البحث من ترتيب وتقسيم من ناحية أخرى. واعتمد الباحث في منهج الدراسة على استقراء شعر نزار قباني واستخلاص الرموز التراثية المختلفة فيه مع الإشارة إلى دلالاتها ومرجعياتها وردها إلى مصادرها، مع التنبيه على الاستدعاءات المتكررة في شعره والتوسع في دراستها لبيان غايات استدعائها. ومن خلال الدراسة تم التوصل إلى عدة نتائج منها الارتباط الوجداني والفكري للشاعر نزار قباني بالتراث وميله إلى استخدام الرموز التراثية المختلفة في شعره، مانحا إياها دلالات إيحائية معبرة في مجملها عن واقعه المعاصر وفق نظرته الفكرية. كما أسهمت هذه الاستدعاءات في إبراز بعض حالات الهموم، والصراعات العربية، لا سيما مع ما يهدد الأمة من أعداء، وعبرت في أغلبها عن وصف حالات الخذلان والانكسار، ومجدت في أحيان دور المقاومة والوحدة.
|