المستخلص: |
يعد كهف الهوابط المثقوبة من الكهوف المهمة المكتشفة حديثا، وترجع أهميته إلى قيمته العلمية الكبيرة نظرا لبلوغه مرحلة متقدمة من التطور، حيث يحتوي على أشكال عديدة من الرواسب الكلسية المميزة للكهوف النموذجية مثل الهوابط متباينة الأحجام والأعطاف الكلسية والمتدفقات الكلسية. وقد نشأ الكهف ومجراه الجوفي في صخور عصر الإيوسين الأدنى، وتحكم في النشأة العديد من العوامل الجيولوجية والجيومورفولوجية. فضلا عن التأثير البيولوجى للخفافيش التي تقطن الكهف، وذلك من خلال مخلفاتها خاصة الصلبة منها والمعروفة عالميا باسم "الجوانو"، وكذلك درجات حرارة أجسامها، والزفير المحمل بثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، حيث يحدث له تكاثف على الحوائط والهوابط مسببا الإذابة. وقد أدى ذلك إلى نشأة هوابط مثقوبة، ومشرشره ومتأكلة الجوانب، بالإضافة إلى قنوات بيولوجية النشأة. والمرجح من خلال انتشار الأثر البيولوجي للخفافيش داخل الكهف أن عددها كان أثر بكثير من العدد الموجود حاليا والذي يقدر بحوالي ٤٠ فردا. ويعد وجود مجرى جوفي أمام الكهف من السمات الجيومورفولوجية المميزة، وتأتى أهمية هذا المجرى من كونه لا يزال محتفظا بأغلب سقفه دون انهيار، باستثناء بعض نوافذ الكارست التي تتخلله. كما يوجد عند مدخله بالوعات إذابة تتدفق إليها المياه من الكهف وسطح الهضبة المحيط، لتدخل المياه بعد ذلك إلى المجرى الجوفي. وترجح الدراسة نشأة الكهف وتطوره وكذلك المجرى الجوفي بفعل الأمطار خلال الفترات الرطبة أثناء البليستوسين حتى أواسط الهولوسين.
|